تربة، رفحاء، الأحساء – مضحي البقمي، غدير المزهم، غادة البشر أولياء أمور: أسعار المستلزمات المدرسية قفزت بنسبة 30% رجل أعمال: ثمّة خلل في خطط الشراء ترهق كاهل أولياء الأمور. محلات خياطة الملابس المدرسية تُجمِّد استقبال طلبات التفصيل. الملابس الرياضية خارج المنافسة.. وتوقعات بانتعاش مبيعاتها. واصلت أسعار المستلزمات المدرسية ارتفاعها في ظل إقبال متصاعد من قبل أولياء أمور الطلاب والطالبات على القرطاسيات ومحلات الملابس المدرسية والرياضية. «الشرق» رصدت استنفاراً من قبل أولياء الأمور لاستكمال ما نقص من مستلزمات أبنائهم وبناتهم، كما تجولت في عدد من المحلات لتتوصل إلى ارتفاع ملحوظ في الأسعار دار حول نسبة زيادة قُدرت في المتوسط بنحو 30% مقارنة بأسعار الفترة نفسها من العام الدراسي الماضي. وبينما زعمت جهات رقابية أنها تتابع الأسعار وتغرم المستغلين من التجار، شكى عديد من أولياء الأمور من انفلات في تقدير الأسعار وغياب الرقابة عليها ما جعلهم فريسة سهلة لتجار يعرفون «من أين تؤكل الكتف»! حمى الأسعار! في تفسير مبسط لهذه الحالة، يقول ماجد عايض إن محلات بيع المستلزمات المدرسية استغلت توافد الأهالي عليها فرفعت أسعارها بدرجة عالية نسبياً، لافتاً إلى أن أسعار الحقائب الصينية ارتفعت من 25 ريالاً إلى 38 ريالاً، بينما واصلت أسعار الأنواع الجيدة والأصلية من الحقائب ارتفاعها بنسبة تصل إلى 30% لتتراوح بين 35 ريالاً إلى 300 ريال. ويلفت إلى أن تداخل مواسم رمضان والعيد وبدء العام الدراسي خلال الشهرين الماضيين شكل عبئاً إضافياً عليه وعلى أمثاله من ذوي الدخل المحدود بتأثير من أعباء ومصاريف ومتطلبات إضافية بالكاد يتم توفيرها بعد الخروج من الشهر الفضيل والعيد. استدانة لتأمين المستلزمات يشكو منصور النجيمي من ارتفاع الأسعار، كاشفاً عن اضطراره للاستدانة لتوفير متطلبات أبنائه الخمسة العائدين إلى المدارس بعد أن استهلك رمضان والعيد ميزانيته، مشيراً إلى الارتفاع الكبير في أسعار المستلزمات المدرسية التي تخطت حاجز 30% حيث تراوح سعر درزن الكراسات حسب جودة الورق بين 18 و35 ريالاً، وتراوح سعر درزن الأقلام الملونة بين 10 و50 ريالاً، لتبلغ بذلك قيمة مستلزمات الطالب الواحد من الأدوات المدرسية حوالي 350 ريالاً بخلاف قيمة الزي المدرسي. فاتورة إضافية ويرى حمدان السبيعي أن العودة للمدارس تفرض فاتورة إضافية على موازنة الأسر إذ يتراوح متوسط الإنفاق على الطالب أو الطالبة بين 350 و800 ريال حسب المرحلة الدراسية. أما فهد عبدالله فيؤكد أن نسبة ارتفاع الأسعار في العام الحالي تجاوزت 45% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث كان سعر المريول الواحد لطالبات المرحلة الابتدائية لا يتجاوز 120 ريالاً، ليتخطى في العام الحالي 180 ريالاً، فيما ارتفع سعر مريول طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية من 170 ريالاً في العام الماضي، ليتخطى 200 ريال في العام الحالي. ويلفت إلى أن أصحاب المحلات يستغلون حاجة المواطنين ويرفعون الأسعار بما يحقق مكاسب عالية لهم. تحوّل في النشاط إلى ذلك سجلت «الشرق» تبايناً في الإقبال على محلات بيع الحقائب والجلديات والأحذية في الأسواق، حيث تحولت أغلب محلات بيع حقائب السفر إلى بيع الحقائب المدرسية؛ للاستفادة من الإقبال الكثيف على الأسواق في الموسم الحالي، بينما اشتد الإقبال على أكثر من 150 محلاً لبيع الأحذية التي تعيش فترة ازدهار في أعمالها منذ رمضان الماضي وحتى الآن دون توقف نتيجة تداخل مواسم الصيف ورمضان والعيد وبدء العام الدراسي. وجاء الإقبال على محلات الملابس الرياضية مماثلاً لمحلات بيع المستلزمات المدرسية الأخرى حيث تشهد حركة نشطة. مستلزمات الرياضة ثابتة لكن أسعار المستلزمات الرياضية بدت متطابقة مع أسعارها في غير مواسم الضغط، حيث يؤكد مساعد الأحمد أن مستلزمات الرياضة هي من أولويات تجهيزات أبنائه للعودة إلى الدراسة، حيث تحتل المرتبة الأولى. ويقول إن ما يعجبه في محلات الرياضة أن هناك ثباتاً في أسعارها وأن أي ارتفاع فيها يكون في محله، خاصة بالنسبة للماركات والصناعات المعروفة والمهمة في المستلزمات الرياضية. ويقول محمد صالح إنه يحرص على شراء مستلزمات أبنائه من الرياضة خوفاً من نفاد المقاسات، لأن الرياضة دائما في المقدمة بالنسبة للطلاب، ويرى أن الأسعار جيدة والارتفاع بها نسبي. انتعاش في المبيعات ويؤكد عاملون في محلات الرياضة أن العودة للمدارس أنعشت الحركة الشرائية فيها بنسبة 35%، حيث تعتبر سترات التدريب والأحذية الرياضة من أولى اهتمامات الأولاد لدى بدء العام الدراسي. ويتوقع راشد السلمان مدير المبيعات في أحد محلات الرياضة الكبرى، مزيداً من النشاط للحركة الشرائية خاصة في الأسبوع الأول للدراسة لتصل نسبتها إلى 40%. وأرجع السبب في ذلك إلى أن موظفي الشركات والمتقاعدين من أولياء الأمور لا يتسلمون رواتبهم إلا بعد افتتاح المدارس، وهؤلاء يشكلون نسبة كبيرة من سكان الأحساء، بالإضافة إلى أن كثيراً من الطلاب لا يرغبون في شراء البدل الرياضية إلا بعد بداية العام الدراسي، كي يكتمل وصول الموديلات الحديثة للمحلات. ويشير سعيد عبدالرحيم، بائع في محل للمستلزمات الرياضية، إلى أن الحركة الشرائية في محلات الرياضة لا تعاني من حالة ركود طوال العام نظراً لما تشكله الرياضة بالنسبة للشباب والمراهقين في الأحساء، بالإضافة لارتفاع نسبة الوعي الرياضي لدى الكبار بشكل جيد، ولكن نسبة الإقبال على شراء بدل وأحذية وجوارب الرياضة تحديداً يرتفع بالفعل في بداية العام الدراسي بنسبة تتراوح بين 30 إلى 35% عن الأيام العادية. ذروة الإقبال من جانبه، يؤكد شجعان شاهر، مالك قرطاسيات، أن الأسبوع الحالي والمقبل يشكلان ذروة الإقبال الموسمي على الأدوات المدرسية، ومن المتوقع أن تسجل 80 قرطاسية في تربة والخرمة وضواحيهما دخلاً قياسيا يصل إلى ثلاثة ملايين ريال، في ظل نمو عدد مدارس التعليم العام ووصولها إلى أكثر من 130 مدرسة للبنين والبنات، بالإضافة إلى توسع فرعي جامعة الطائف في تربة والخرمة في قبول الطلاب والطالبات في قطاع التعليم العالي بنسبة 20%. ويلفت إلى أن الحراك والنشاط الشرائي طال مشاغل حياكة الملابس النسائية حيث سجل 200 مشغل نسبة تشغيل مرتفعة بينما توقفت عديد من المشاغل عن استقبال طلبات جديدة لتفصيل المراييل المدرسية نتيجة للضغط المرتفع الذي تشهده الأيام القليلة السابقة على بدء العام الدراسي الجديد، وزيادة طلبات التفصيل في هذه الأيام. مكاسب ضخمة في سياق متصل، تذمر عديد من العاملين في المشاغل من تزاحم كثير من الأسر على المشاغل في هذا الوقت القصير لتأمين احتياجات أطفالهم من الملابس، ما يجعل كثيراً من المحلات والمشاغل تعجز عن تلبية الطلبات المتلاحقة في وقت محدود، لكنهم يؤكدون في الوقت نفسه أن هذا الإقبال الكبير عاد بمكاسب مالية ضخمة على محلات بيع الملابس المدرسية الجاهزة التي طرحت خلال العام الحالي أنواعاً من الأقمشة والتصاميم الجاذبة للطالبات على الرغم من شكوى كثير من الآباء من ارتفاع أسعار هذه الملابس بصورة مبالغ فيها. خلل في برامج الشراء ويلوم رجل الأعمال والتربوي عياد عبيد الضوي كثيراً من الأهالي الذين يشترون المستلزمات المدرسية بشكل عشوائي وغير مدروس، في الوقت الذي ينبغي على أولياء أمور الطلاب والطالبات وضع خطة لتأمين متطلبات أبنائهم المدرسية من كتب ودفاتر وملابس وأقلام وغيرها. ويؤكد أن مثل هذه الخطط يمكن أن توفر عليهم الوقت والمال ويفضل أن يتيح الأب للأبناء الحرية في اختيار بعض ما يرونه مناسباً لهم من بعض المستلزمات المدرسية وإشراكهم في حرية الرأي والاختيار لما يعود عليهم من نفع في بناء الشخصية وتطوير الذات. تأثير العنصر النفسي ويضيف التربوي أحمد قنيفذ الشيحي أن العامل النفسي للطلاب والطالبات هو العنصر الأساسي والمهم في بداية كل فصل دراسي من خلال تهيئة الأبناء والبنات للدراسة وتغيير الجدول اليومي لهم بعد الإجازة ورمضان، وما اعتادوا عليه من سهر طوال أيام الإجازة ومحاولة إيقاظهم من النوم مبكراً وبشكل تدريجي وتشجيع الأبناء على حب المدرسة وتذكيرهم بأن المدرسة هي مكان التقاء الأصدقاء والتعلم وممارسة الأنشطة. كما نبه أولياء الأمور إلى الحرص على تناول أبنائهم وجبة الإفطار قبل بداية الدوام المدرسي لأهميتها في إمداد الأبناء بالطاقة وزيادة قدرتهم على التحمل والتركيز وزيادة التحصيل العلمي والبدني. رقابة وعقاب من جانبه، يؤكد رئيس بلدية تربة المهندس عبدالله مكي أن مراقبي البلدية يتابعون الأسعار بدقة في جميع محلات المستلزمات الدراسية ويراقبون مدى التزامها بمستويات معقولة من الأسعار، ومعاقبة من يثبت استغلاله إقبال الناس في هذا الموسم لرفع الأسعار، حيث يتم تغريم هؤلاء غرامات عالية كما تغلق محلاتهم لفترة محددة. استعدادات مبكرة ونشطت الاستعدادات المبكرة في مختلف إدارات التربية والتعليم للعام الدراسي الجديد، من خلال عديد من الاجتماعات والزيارات الميدانية التي عقدتها اللجان المختصة بالاستعداد للعام الجديد. ويشير الناطق الإعلامي لإدارة التربية والتعليم في منطقة الحدود الشمالية سطام السلطاني، إلى أن لجنة الاستعداد للعام الدراسي عقدت مؤخراً اجتماعاً برئاسة المدير العام للتربية والتعليم في المنطقة عبدالرحمن القريشي، تم خلاله رصد ما تم إنجازه فيما يتعلق بالنقل المدرسي والأمن والسلامة والمباني والصيانة وأعمال الإدارة المدرسية والتجهيزات المدرسية والهيكلة الإدارية والمعلمين والمعلمات والمقررات المدرسية ووصولها للمدارس. كما قام مدير عام التربية والتعليم بزيارة ميدانية لعدد من المدارس اطلع خلالها على سير أعمال الصيانة في المباني التي ستكون جاهزة مع بدء العام الدراسي الجديد. تدافع الأسر على الأسواق لشراء مستلزمات الدراسة تنوع البضائع المدرسية ساهم في تباين أسعارها