أصيب خلق الله بهوس الترقيع والتجميل لاستعادة ما أكل سبع الزمان من الأعضاء والأطراف، النائية منها وما ظهر، لاستحلاب الحنان من حبيبة لاحقة، والتنكيل بمشاعر زوجة سابقة دخلت زمرة المطلّقات. بين تضييق الخناق على فتحتيّ الأنف، وخياطة شفتي فُم المعدة كي لا يصرخ بهما طلباً للطعام، تتفاوت جراحات التجميل لتقتل ألف ثائر عربي، (يكبرُ فيَّ الطفولة يوماً على صدرِ يوم، ويعشقُ عُمره). عُمر إيه اللي جاي تقول عليه؟! من الجنون الأخذ بمعايير الموضات المستحدثة في البر والجو والبحر وتطبيقها على الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم، بالهرولة وراء العبط (الأيروتيكي) الذي صار له مدارس ومناهج ولجان تحكيم.ضاع الخلق بين مواصفة: (وخصْرٌ تثبتُ الأبصار فيه/ كأنَّ عليه من حدقٍ نطاقا)، ومقاييس: (من رأى مثل حبَّتي/ تُشْبه البدر إذ بدا/ تدخلُ اليوم ثم تدْخُلُ أردافها غدا). تشفطون الدهون من هنا وتعيدون توزيعها بعدل وقسطساس على تجاويف أخرى فقيرة، تتآمر جيوش الجينات الجائعة بالتعاون مع مخابرات الأنسولين لتأكل من هنا وهناك، تختلط عليك جغرافيا جسدك وتاريخ طفولتك الغابرة و(تحنّ إلى خبز أمك). حُقنة هنا وطعنة هناك، تجحظ عيناك وتتساقط منك الرموش والأسنان، ينبت بأطرافك أرداف جديدة لم تكن بحسبانك، تختفي مدن وقرى من سطح جسدك، تشهق مبان حديثة هنا وهناك، أملاً في أن يقال عنك: (هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة/ لا يشتكي قُصر منها ولا طُول). بالطريقة دي، ستقرأ في الشرق قريباً: (أنثى تشكو شركة يابانية لفشل مثبت السرعة المثبتّة في رجليها ما تسبب في دخولها محل مذكّر، بالغلط)!