علي البحراني كنا قبل زمن وفي عدم وجود شبكة الصرف الصحي نجد أن هناك من يأتي لرفع المخلفات المنزلية مثل القمامة، وبعد اكتشاف البريطاني جون سنو عام 1854 العلاقة بين مياه الشرب وتلوثها بمياه الصرف الصحي الذي كان سبباً في مرض الكوليرا آنذاك في أحياء لندن بدأت فكرة إنشاء شبكة الصرف الصحي في لندن التي تم نقل فكرتها إلى بقية دول العالم فيما بعد، حتى وصلتنا قبل ما يقارب الأربعين عاماً في المملكة. هذا النوع من التطور في طريقة الحياة الإنسانية غيّر وجه الأرض كما غيّر مسيرة صحة الإنسان ودولاً كثيرة تهتم بهذه الشبكة إلى درجة أن بعض الدول تعتبر أنابيب وغرف الصرف الصحي من المعالم السياحية فيها، ويتم تهيئتها للزيارة من قبل السياح ناهيك عن الأغطية لغرف التفتيش لهذه الشبكة في بعض الدول التي تستخدمها كلوحات إرشادية في إبراز معالم المدينة وبعض الدول تستخدمها كلوحات نحت جميلة. ويعتبر هذا السلوك رسالة واضحة لأهل المدينة أو زائريها وأن هذه الشبكة تعبير عن نظافة البلد واهتمامها بصحة الفرد. أما حاويات القمامة ومن خلال متابعة برنامج خواطر الذي قدمه في شهر رمضان الإعلامي أحمد الشقيري فقد عرض كيف تكون القمامة مصدراً اقتصادياً لبعض دول العالم من خلال إعادة تدويرها وكيف أن بعض الدول غيّرت طريقة جمع القمامة في الحاويات الذكية، إلا أنني أتساءل هنا لماذا جميع شبكات الصرف الصحي أصبحت أرضية عدا القمامة؟ فالشبكات للمياه والهاتف والكهرباء والصرف الصحي كلها أرضية عدا القمامة فلمَ لا تكون الحاويات متصلة بشبكة أرضية تنقلها عبر أجهزة أرضية متحركة وضاغطات إلى مكانها المخصص ويتم أيضاً تصنيفها وإعادة تدويرها دون الحاجة لكل العناء في جمعها ونقلها عبر شاحنات وحاويات وجهاز من آلاف العاملين لهذه المهمة؟ ناهيك عن المليارات من الريالات التي تنفق سنوياً على هذا المجال فلو صممنا شبكة أرضية خاصة في المدن الرئيسة التي تكتظ بالسكان وبطبيعة الحال فمخلفاتها من القمامة ستكون أكثر وبدلاً عن كل تلك القاذورات التي نراها ملقاة في أرجاء المدينة أو امتلاء الحاويات وما حولها في منظر يثير الاشمئزاز، لتكون الشبكة مربوطة بالحاويات مباشرة وتبتلع كل المخلفات متحولة إلى مكان تدويرها أو التخلص منها من خلال سن القوانين الصارمة تجاه كل مخالف يرمي الأوساخ في الشوارع أو في غير أماكن رميها الصحيح، هذه فكرة لو طبقناها سننقل العالم نقلة نوعية، وحينئذ يُسَجَّلُ لنا سبقٌ عالمي تحذو حذونا بقية الدول وسَيُكتب في التاريخ أننا أول من أنشأ هذه الشبكة وبها نكون قد نقلنا مدننا إلى مصاف أنظف المدن العالمية .