شكا عدد من ساكني الأحياء القريبة من مصانع الأسمنت في الأحساء، من أضرار يتعرضون لها جراء استنشاق غبار المصانع المتطاير، في الوقت الذي صرح فيه أمين محافظة الأحساء المهندس فهد الجبير باعتماد أحد المخططات خارج النطاق العمراني في شرق الأحساء وتخصيصه لمصانع الطابوق والخرسانة، وتوزيع قطع الأراضي على أصحاب المصانع القائمة، مشيراً إلى نقل المصانع في الفترة المقبلة فور استكمال الإجراءات التنفيذية. وسعت الأمانة في وقت سابق بالتعاون مع هيئة الأرصاد وحماية البيئة لتركيب فلاتر ذات طراز حديث، لتخفيف العتمة والغبار الناتج من أفران مصانع الأسمنت، وأسهمت في تخفيف كميات الغبار. ذكر أحمد العنزي أن الطبيب المعالج له طلب منه تغيير سكنه، لأن غبار المصانع أحد أسباب الحساسية التي يعاني منها، وقال له إن العلاج لن يؤتي بنتائج فيما السبب الرئيسي قائم. ودفعته إصابته بالحساسية الشديدة للتفكير في رأي الطبيب، ولكن لا أحد يرغب بشراء المنزل، فيما يقترح الراغب فيه سعراً لا يساوي نصف سعر المنزل، بسبب قرب المنزل من المصنع، ما جعله يستسلم ويصبر على أمل أن ينتقل المصنع يوماً ما. وطال غبار المصانع النبات، حيث مزارع الواحة، وللغبار تأثيراته السلبية على المزروعات التي قد تصل إلى تقليص حجم الإنتاج، وأوضح طلال الحسين أن إنتاج مزرعته بدأ بالتضاؤل، إضافة لتلوثه بالغبار، وطالب الجهات المعنية بتكثيف عدد الفلاتر، حتى تنقل المصانع بعيدة عن الأحياء.من جانبه، يرى استشاري أمراض الصدر الدكتور عبدالسلام العيثان أن الحل الأسلم لمواجهة أضرار ملوثات المصانع إبعادها عن الأحياء، لأن استخدام الكمامات للوقاية من الغبار والأدوية والبخاخات غير كافٍ لحجب الضرر والملوثات، وخاصة أن الدراسات أكدت أن هذه الملوثات أحد أهم مسببات الحساسية. تجدر الإشارة إلى أن المملكة تعدّ أكبر منتج للأسمنت في منطقة الخليج، إذ تعدّ صناعة الأسمنت في المملكة من الأنشطة عالية الربحية وذلك لسببين، التكلفة المنخفضة، وارتفاع الطلب في السنوات الأخيرة. ويعدّ الحجر الجيري المادة الخام الرئيسية لصناعة الأسمنت، ويشكل نحو 80 % منه، وهو عبارة عن صخور رسوبية تشكل كربونات الكالسيوم نصفها، فيما الخامات الأخرى المستخدمة الأسمنت تشمل الطين والرمل والجبس وخام الحديد، وتشكل مجتمعة بين 20-30 % من المنتج النهائي، وجميعها متوفرة في الطبيعة وبكميات كبيرة في المملكة باستثناء خام الحديد.