لن يكون البديل الموت البطيء او الرحيل .. هكذا كان لسان حال الاهالي في الاحساء ، الذين ساء حظهم ان يقطنوا بجوار مصانع الطابوق ! فأخيرا رفعت امانة الاحساء احد مصانع الطابوق والخرسانة بمدينة المبرز كان قد تضرر منه اكثر من 50 ساكنا بالقرب من مصانع الطابوق والخرسانة بعد معاناة السكان وانتشار الموت البطيء بينهم بسبب ما تنفثه من سموم وغازات يستنشقونها كل صباح هم وأطفالهم. أحد المصانع القريبة من المساكن (تصوير: عبداللطيف المحيسن) وكان قد رفع الاهالي خطابات متكررة الى امانة الاحساء من اجل ازالة تلك المصانع باسرع وقت ممكن بعد اكتشاف الاهالي وجود شروخ كبيرة في منازلهم بفعل اعمال التكسير للطابوق والخرسانة والمضار الصحية الناتجة عن الاتربة المتطايرة والتي تسبب في أقل تقدير الذبحة الصدرية والربو . ازعاج متكرر : بداية يشير عبدالكريم المؤمن انه تقدم لامانة الاحساء بخطاب منذ مدة طويلة باعتباره ممثلا للأهالي والبالغ عددهم اكثر من 50 شخصا وأحد المتضررين من المصانع في مدينة المبرز والتي أصبحت مصدر ازعاج كبير للقاطنين فصوت المكائن التي لا تهدأ ليلا ونهارا وكذلك الشاحنات والتي تقوم بعملية التحميل واصواتها المزعجة ناهيك عن ان تلك الشاحنات والتي تمر بالمكان يتطاير منها الغبار، فالمصنع مازال يعمل بجد ونشاط غير مكترث بعواقب التلوث وتطاير الدخان هنا وهناك. ويقول المؤمن: انه رغم سعي المملكة بأقصى طاقتها لتوفير الصحة والسلامة الا ان هناك ضررا كبيرا جدا ناتجا عن تلك المصانع القربية من المنازل وهو عبارة عن التلوث الكثيف الناتج من عدم توفر الامكانيات لدى اصحابها في الحفاظ على الصحة، فمن يراقب ويتأمل حجم التلوث والأضرار الخارجة من تلك المصانع يقف مذهولاً ومحتاراً عن المسئول عن هذا كله. «قرار اغلاق المصانع يأتي ضمن خطة الامانة وقد تم اخطار اصحاب المصانع والتي تقع داخل المدن بقيام الامانة باغلاقها تماما واخذ الصفة القانونية للتأكد من وصول جميع الانذارات» وينوه عبدالله المؤمن احد المتضررين الى دور الامانة في اخلاء المصنع وقال: «ان المصنع كان يعمل بشكل يومي، وإنتاجه متواصل دون توقف، ولهذا تصدر منه الأصوات المزعجة والتلوث، كما ان السيارات الكبيرة التي تحمل الطابوق، والتي تعمل على إثارة الغبار في هذا المكان ذهاباً، وإيابا وهذه المشكلة مازالت قائمة». ويضيف: «بسبب دخان المصنع القريب من منزله، فقد أصيبت إحدى بناته بالربو، حيث كلفه علاجها الكثير باعتبار الغازات المنبعثة من مداخن المصانع لا تتوقف يوما واحدا عن بث سمومها في صدور الأبرياء ويطالب بايجاد حلول عاجلة وبديلة للحد من خطورة مصادر التلوث قبل فوات الأوان». الموت البطيء : ويقول احمد المؤمن احد سكان المنطقة :»على الامانة رفع جميع المصانع القريبة من المنازل فوجود المصانع في هذه المنطقة بالمبرز وغيرها من المصانع يعد موتا بطيئا ولم يعد السكوت ممكنا على هذه القضية، فلقد انتشرت الأمراض الصدرية والحساسية بين عدد كبير من الساكنين، وبات الأهالي يبحثون عن حل، ويحملون عدة جهات المسئولية، فوجود مصانع داخل المدينة أمر غير طبيعي، فربما تحدث كارثة لو شب حريق أو وقع انفجار في أحداها، فبعضها لا يطبق إجراءات السلامة، ولهذا يجب ازالتها، عملا بإجراءات السلامة، فإذا ما حدث حريق في مصنع ما فسينتقل الحريق إلى المكان المجاور ثم إلى ما يجاوره، حتى تقع كارثة كبيرة، حين تصل النيران إلى المنازل القريبة من المصانع « مطالبا بحل رسمي لهذه المشكلة حتى لا يكون البديل الرحيل أو الموت البطيء!. وكانت مصادر اكدت ل «اليوم» ان هذه قرار اغلاق المصانع يأتي ضمن خطة الامانة وقد تم اخطار اصحاب المصانع والتي تقع داخل المدن بقيام الامانة باغلاقها تماما واخذ الصفة القانونية للتأكد من وصول جميع الانذارات لملاكها بعد تخوف اهالي في مدن وقرى قريبة من المصانع من خطورة انتشار التلوث وتفشي أمراض الربو فى كل مكان وهو الأمر الذي حول حياة الكثيرين الى هواجس كبيرة بسبب التلوث البيئي الناتج عن مصانع الطابوق والخرسانة والاسمنت الا ان مصادر مقربة قد اكدت ان الامانة ستقوم برفع جميع المصانع في مدينة المبرز والهفوف.