ليس هناك قانون يثبت لك أنك تعيش في الجانب الآمن من الحياة لكن هناك قانون فردي يتعلق بكل إنسان على حدة. الفلّاح البسيط يرى أنه يعيش حالة خلاص شخصي ناجحة!. السياسي المجرم يعتقد أنه يعيش حالة خلاص شخصي ناجحة ولو قتل نصف الكوكب!. الصراع الحقيقي ليس بين الإنسان والعالم حوله ولكن بين الإنسان وقناعاته. لو حلّلت الإنسان لوجدته يتكون من ضمير ليس له قدرة على إسكاته وذات تبحث عن تحقيق نفسها وروح تحمل تبعات كل ذلك. الخلاص الشخصي يتحقق حين تكون كل تلك العناصر تعيش في رضا تام وضمير ساكن هادئ وذات فخورة بنفسها وروح مطمئنة آمنة. تبدأ المشكلة لدينا من الضمير، هل هو ضمير صحيح أم أنه موروث مشوه؟ ثم تأتي مشكلة فهمنا لأنفسنا، من نحن؟ ما قيمتنا الآن؟ وأين نحن ككائنات اجتماعية لها دورها في الحياة؟ ثم مشكلة الآخرين، من هم؟ وماذا يريدون منا؟ ثم السؤال الأخير الأكثر إرباكا للروح، ما هو مصيري النهائي حين أخرج من العالم؟ فقبل أن تصل إلى الخلاص الشخصي «الحقيقي» تحتاج لصراع نفسي وفكري وسلوكي ليس بالسهل. بعضهم يختصر الأمر فيهرب لقمَّة الهرم مباشرة فيقول لا همَّ لي إلا الجنة ولا أريد سواها ولكنه حال حياته يعيش فشلا حياتيا مقلقا يشعره بحقارته، فهو مهمش ومعزول، لا وجود حقيقي له ولا فاعلية تماما كرهبانية الدراويش. وبعضهم يسعى لتحقيق الخلاص الحياتي بكل وسيلة ممكنة على حساب ضميره، فقط يطلب العلو في الأرض فيصطدم في النهاية بقاع الظلام، غريب لا مبادئ له وتصوره النهائي لمصيره مظلم أيضا. القاعدة السهلة لحل كل ما سبق هي إدراك أن هناك منطقة مبادئ خضراء يلتقي عليها كل البشر فلست ملزما بأن تكون طرفا في أي صراع بشكل حتمي، وبأنك إنسان مختلف وينبغي أن تكون لك ذات مختلفة عن مجموع الناس عليك أن تبحث عنها فتمارسها هي ذاتها رسالتك الخاصة في الحياة. وأن تتعلم كيف تستثمر مواهبك لتحلم وحيدا وتعيش مع الناس بنجاح وأن تستقل ماديا ومعنويا وأن تبقى صورة الكون الشاملة ماثلة أمامك: الله، العالم، أنت ثم المصير النهائي!