تحت مظلة التكنولوجيا الحديثة وملحقاتها من أجهزة وألعاب مختلفة برزت في أوساط المجتمع العربي ظاهرة توفر عدد كبير من الأجهزة الإلكترونية المزوّدة بأحدث الألعاب الالكترونية كالآيباد والآيبود والبلاك بيري والآيفون، وألعاب الليزر للأطفال في أغلب الأسر، ما جعلهم يُنافسون الكبار في اقتناء الجديد منها حيث باتت تشكل لهم ولعاً بيّناً وشيئاً أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه. تنشيط الذاكرة وعلى إثر إدمانها أكّد سعد 12 عاما، أنه يفضِّل استخدام الأجهزة الحديثة لكونها متطورة تطوراً ملحوظاً وذلك باحتوائها على خدمة الاتصال، إضافةً لخدمات أخرى التي زُوّدت الألعاب بها، باختلاف الألعاب القديمة التي تفتقر لخدمة الاتصال، مشيراً بأنه يفضل استخدام ألعاب المغامرات والذكاء والتي تستعين بالذاكرة وتنشيط المخ، وذلك لمتعتها لشعوره بالمنافسة أثناء لعبها بغرار ألعاب العنف والمصارعة. تقصير مدرسي أما سلطان 8 أعوام، فقال: أرى في الألعاب الالكترونية متعة وتسلية لا أجدها في البلاي ستيشن، مشيراً وبكل صراحة إلى تقصيره في استكمال واجباته المدرسية إثر انشغاله باللعب لفترات طويلة. وأفاد يعقوب 11 عاما، أن بعض الألعاب تحتاج إلى تركيز عميق وساعات طويلة، قائلاً: غالباً ما أشعر بإرهاق شديد وتعب شديد في العين ومع ذلك لا أستطيع التوقف عن اللعب سوى حين ينتابني النعاس. غزو فكري أما الرُميصاء 9 أعوام، فقالت: إن والدتها تُكافئُها باللعب فور انتهائها من استذكار دروسها، كما نوّهت إلى تفضيلها للألعاب التي تحاكي العقل وتنشيط الذاكرة، في حين أكّدت والدة الرُميصاء أن هذه الألعاب كما لو كانت غزواً فكرياً تسبب بنزول مستويات الطلاب والطالبات، لكونها هوَساً لا تكاد تنفك قيوده من أياديهم، ويكون الضحية الطفل الذي استهدف من خلالها، إضافةً إلى ذلك والداه اللذان تجدهما يُعانيان من إعادة تأهيله دراسياً وسلوكياً، خاصةً وأنها تسلبهم من الاجتماعات العائلية بشكل كبير. روتين يومي من جانب آخر قال أيمن يعمل كبائع في أحد محلات بيع الأجهزة الذكية أن الإقبال على هذه الأجهزة بات روتيناً يومياً بالساعة والدقيقة قائلاً: لا أبالغ إن قُلت: إننا نمرّ في أيام يتم من خلالها بيع عشرة أجهزة جديدة على الأقل، ناهيك عن البعض الذي يأتي لشراء المستعملة، كما يتوافد لدينا أطفال من صغار السن لتركيب بعض البرامج، ومنها مالا يناسب سنّه الصغير، وإننا بذلك نعتذر بعدم تواجد البرنامج المطلوب من قبله. من جهة أخرى نوهت الأخصائية النفسية منال محمد فيما يخص ذلك أنه على الرغم من فوائد الأجهزة الحديثة فإن للأجهزة التكنولوجية واستعمالاتها تأثيرات سلبية على الذاكرة على المدى الطويل، إضافةً إلى مساهمتها في انطواء الفرد وكآبته، لاسيما عند ملامستها حد الإدمان فالجلوس ممسكاً بها لفترة طويلة، قد يجعل بعض وظائف الدماغ خاملة، خاصة الذاكرة الطويلة المدى، بالإضافة إلى إجهاد الدماغ كما أن الاستعمال المتزايد للتكنولوجيا قد يزيد من صفات التوحد والانعزالية، وقلة التواصل مع الناس، وقد تتسبب الأجهزة التكنولوجية بأمراض عديدة وخطيرة كالسرطان، والأورام الدماغية، والصداع، والإجهاد العصبي والتعب، وعلاوةً على ذلك مرض باركنسون (وهو المرض العصبي الذي يُظهر على صاحبه بارتعاشات عضلية، ثقل في الحركة، الكآبة النفسية)، كما أنها تشكل خطراً على العين، لكن الأمر الذي يجدد التساؤلات حول كيفية التعامل مع هذا العصر التكنولوجي في الوقت الذي يوسع فيه قاعدة مستخدميه على مستوى العالم بسرعة هائلة.