موقف خادم الحرمين الشريفين من الأحداث في مصر صدَر في توقيتٍ اعتبره مراقبون سعوديون ومصريون مناسباً تماماً لأنه تزامن مع تعرض السلطة المصرية الانتقالية إلى ضغوطٍ من دول غربية كما تزامن مع تعليق الولاياتالمتحدةالأمريكية مناورات عسكرية أمريكية – مصرية ظلت تُجرى سنوياً طيلة العقود الثلاثة الماضية. هذا الظرف دفع المراقبين إلى وصف كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس حول مصر بالموقف الأقوى في صف السلطة الحالية التي أفرزتها موجة 30 يونيو الثورية ضد محمد مرسي، أما القاهرة فاعتبرته موقفاً تاريخياً لن ينساه المصريون وبالتالي كانت الحفاوة به كبيرة ومتوقعة. التدخل الخارجي في الشأن المصري كان من أبرز النقاط التي تحدث عنها خادم الحرمين، حيث حذر من يمارسون هذا التدخل من «إشعال نار الفتنة وتأييد الإرهاب الذي يدّعون محاربته». خادم الحرمين توقع أن تعبر مصر بشعبها وبتاريخها وبمكانتها إسلامياً وعربياً إلى بر الأمان، وتوقع أن تتعافى وأن تتجاوز أزماتها، وهذه أمنية كل عربي ومسلم، كلنا ندرك أن تعافي القاهرة مهم لنا على مختلف الأصعدة وأن اضطراب الأوضاع فيها يؤثر سلباً على المنطقة إضافة إلى تسببه في إيلامنا. موقف الملك رسالة للمصريين والعالم أجمع، ودعوة عالمية إلى الوقوف في وجه من يحاولون زعزعة مصر، الدولة العريقة ذات الإمكانات البشرية الكبيرة والتاريخ العريق، هذه الدولة تتعرض الآن إلى مخاطر كبيرة تؤثر على أمنها واقتصادها، وهو ما يتطلب الوقوف إلى جانبها حتى تعبر هذه المرحلة وتنطلق لتحقق أهداف ثورة 25 يناير.