احتشدت جموع غفيرة من المواطنين المصريين أمس أمام مقر السفارة السعودية بالقاهرة منددين بالاعتداء على حرمتها ومطالبين بعودة سفير خادم الحرمين الشريفين إلى مصر والاعتذار للمملكة. ورفع المحتشدون أمام مقر السفارة لافتات تطالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بإعادة السفير أحمد قطان في أقرب وقت مؤكدين أن العلاقات العريقة والوطيدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين أكبر بكثير من أي حادث فردي أو خلاف قد يحدث بين البلدين. كما عبروا عن شكرهم وتقديرهم لوقوف المملكة بجانب مصر فى كثير من المواقف البطولية التى سجلها التاريخ مؤكدين أن المصريين لن ينسوا أبدا مواقف المملكة المساندة خلال حرب أكتوبر. مصريون أمام سفارة المملكة يعربون عن مشاعرهم تجاه خادم الحرمين الشريفين "الرياض" تجولت وسط هذه الحشود المتواجدة أمام السفارة السعودية بالقاهرة واستمعت لآراء العديد منهم. وقالت دينا عوض (موظفة) أن ما بدر من بعض القلة من المصريين من تجاوزات فى حق المملكة لا يعبر إلا عن أصحابه، وأن الشعب المصري يكن كل مودة وتقدير وحب لخادم الحرمين الشريفين وللشعب السعودي الشقيق. أما الشيخ عبدالرحمن محمد إمام وخطيب بوزارة الاوقاف المصرية، فقد أكد أن السعودية تمثل بالنسبة للعالم الإسلامى رأس الإسلام ومصر تمثل قلب الإسلام ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينفصل الرأس عن القلب، وان كل ما حدث بشأن قضية المحامي المصري المتهم بحيازة حبوب مخدرة عند دخوله الى الاراضى السعودية لا يخرج عن كونه مهاترات من بعض الصبية الذين خرجوا على إثر بعض عمليات التهويل التى قامت بها بعض وسائل الاعلام المصرية والتي أعطت للحدث أهمية اكبر من حجمه الطبيعي. وأضاف قائلا "اذا كنا نحترم القضاء المصري فعلينا أن نحترم القضاء السعودي المشهود له بالنزاهة مؤكدا أنه جاء خصيصا الى مقر السفارة السعودية بالقاهرة لتوصيل رسالة حب باسم الشعب المصري الذي يكن كل الحب والتقدير للشعب السعودي." وتقول ولاء مسعد (مواطنة) "بالرغم من كوني مسيحية الديانة إلا انني جئت إلى هنا لكي أقف مع جميع المواطنين المصريين الذين جاءوا من كل بقاع مصر رافضين أي سلوك سلبي حدث من قلة لا تعبر عن جموع الشعب المصري ومعدنه الأصيل وأرفض أن يحسب هذا السلوك السلبى على كل المصريين." ويقول دسوقي عاشور (محامي) أن العلاقات بين البلدين أكبر من أي حادث فردي متهما وسائل الاعلام بتضخيم الحدث أكثر من اللازم، وهو ما زاد الأزمة اشتعالا. ويرى عاشور أن العلاقات القوية التي تجمع البلدين الكبيرين سوف تساهم وبشكل سريع في احتواء الأزمة بصورة كبيرة، وفي أسرع وقت ممكن مشيرا الي ان المملكة تحتل مكانة مميزة لدى المصريين شعبا وحكومة مناشدا الملك عبدالله بن العزيز إعادة البعثة الدبلوماسية السعودية بقيادة السفير قطان، مطالبا كل وسائل الإعلام التي تحاول الوقيعة بين البلدين بأن تتقي الله في رسالتها الاعلامية الموجهة للجمهور. وفي تعليقه قال أحمد سليمان المدير التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية بالقاهرة إن العلاقات الأخوية بين المملكة ومصر قوية وراسخة ولا يمكن أن تتأثر بأي خلاف أو حادث عارض، وأن ما حدث مؤخراً من اعتصام بعض الأفراد أمام مقر السفارة السعودية بالقاهرة بسبب الأزمة التى أثارها المحامي المصري المحتجز في المملكة ويجري التحقيق معه لاتهامه بحيازة حبوب مخدرة، أمر عادي لكن للأسف الإعلام ساهم فى تأجيج الأزمة، وفي الوقت نفسه هناك أصابع خفية تريد تعكير صفو العلاقات بين البلدين الشقيقين، ولذلك نناشد خادم الحرمين الشريفين الذي يكن له المصريون محبة كبيرة بعودة السفير السعودي الى القاهرة. واختتم سليمان حديثه قائلاً" إن المصريين لن ينسوا للمملكة وقوفها بجانب مصر في كثير من المواقف البطولية التي سجلها التاريخ، فمواقف المملكة المساندة لمصر ولكثير من الدول العربية لا تحصى، فلن ينسى المصريون وقوف المملكة الى جانب مصر خلال حرب أكتوبر 1973 حتى تحقق النصر المجيد.