أكد ناشط من محافظة الرقة أن الاشتباكات تجدَّدت صباح أمس بين تنظيم دولة العراق والشام وألوية أحفاد الرسول، في المدينة، وذلك بعد أن تمكَن تنظيم الدولة من تفجير سيارة مفخخة داخل مقر أحفاد الرسول قرب محطة القطارات في المدينة، ليباشر بعد ذلك محاولة اقتحام المقر، مضيفاً أن الاحتكاكات بين الطرفين والاشتباكات بدأت منذ نحو عشرة أيام عندما طوق تنظيم الدولة مقرات لواء أحفاد الرسول في أول أيام العيد لتخرج في المساء تظاهرات ضخمة ضد ممارسات تنظيم الدولة. وأشار الناشط أن تظاهرة خرجت أمس الأول في المدينة باتجاه الأحياء التي تدور فيها الاشتباكات، رافعة شعار الشعب يريد إجلاء الجرحى، إلا أن تنظيم دولة العراق واجهها بإطلاق رشاشات الدوشكا نحوها، فيما يجري تنظيم اعتصام مسائي يومي في المدينة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين لدى تنظيم الدولة وجميعهم من الناشطين المدنيين، ومنهم عبد الله الخليل رئيس مجلس المدينة، منوهاً أن الائتلاف يتحمّل المسؤولية كاملة عما وصلت إليه الحال في الرقة بسبب إهماله للمحافظة، وعدم تقديمه الدعم الكافي لأبنائها، معتبراً أن تنظيم دولة العراق والشام أسوأ من النظام بكثير. وأفاد ناشط آخر من المدينة أن 12 مقاتلا من تنظيم الدولة قتلوا أمس في الاشتباكات مع لواء أحفاد الرسول، بينهم القائد «أبو تراب» وهو من الهيئة الشرعية بمدينة الطبقة، أثناء هجوم لألوية أحفاد الرسول على حواجز دولة العراق، ومنها حاجز السويدية شمال الطبقة وأسرت جميع عناصره مع أسلحتهم وحاجز الصقورة وحاجز السحلبية. فيما ذكرت مصادر أخرى أن اشتباكات وقعت أمس الأول شمال الرقة بين حركة أحرار الشام ولواء ثوار الرقة، بسبب خلاف على ملكية صوامع القمح، مؤكدين أن التوتر والاشتباك بين التنظيمات الإسلامية صار جزءاً من حياة المحافظة اليومية. مسؤول عن الخطف أشارت مصادر مطلعة في المدينة، أن تنظيم دولة العراق التابع للقاعدة هو المسؤول عن خطف عدد كبير من الناشطين، ومن المدنيين ومعظم عناصره من المهاجرين، أما حركة أحرار الشام فهي أكثر استقراراً وهم غريبون عموماً عن مدينة الرقة، وبدأ دورهم بالتراجع مؤخراً، أما تنظيم أحفاد الرسول فهو عبارة عن تجمع كبير وبعض كتائبه لجأت إلى السرقة لكن التجمع يدعي دوماً أنه فصل تلك الكتائب، في حين أن الفرقة 11 هي تجمّع لكتائب أنشأها أهل المدينة لكنها هشة، ويتوقع حصولها على شعبية بعد خلافه مع تنظيم دولة العراق وأحرار الشام، بينما يُعد لواء الحذيفة ابن اليمان تجمعاً كبيراً، وهو حسن السُمعة، إضافة إلى تجمعات عسكرية أخرى صغيرة مثل لواء المنتصر وجبهة الوحدة والتحرير.وبحسب المصادر، فإن الاشتباكات الحالية تدور بشكل رئيس بين أحفاد الرسول وتنظيم دولة العراق والشام، وبدأت عندما أقدم أحد الحواجز التابعة لأحفاد الرسول على توقيف سيارة لمجموعة تنظيم دولة العراق والشام للتفتيش ما تسبب بوقوع قتلى من الطرفين، بدأت بعدها عمليات خطف من الطرفين، واشتباكات وعمليات قنص وتبادل بقذائف الهاون، وسط اتهامات من تنظيم دولة العراق والشام لأحفاد الرسول بالعمالة للنظام، في حين توجهت أرتال لأحفاد الرسول من باقي المحافظات إلى الرقة لمواجه تنظيم الدولة الاسلامية. أقوى عسكرياً يؤكد ناشطون أن تنظيم دولة العراق والشام هو الأقوى عسكرياً بسبب إمكاناته المالية والعسكرية، وبسبب البعد العقائدي له، لكنه بدأ يعاني من التفكك بعد أن واجه المجتمع الأهلي طروحاته الإيديولوجية بالرفض والاستنكار، كما أن محاولاته السيطرة على المحافظة وضعته في مواجهة الكتائب الأخرى التي حاول الاستفراد بها واحدة تلو الأخرى، وهو ما أدى إلى حدوث انشقاقات في صفوفه خاصة أبناء المدينة الذين سبق أن انضموا إليه، ولعل أبرز انشقاق حدث منذ شهر عندما غادر نحو ثمانين شخصاً تنظيم دولة العراق والشام وأعلنوا انضمامهم للجيش الحر، وأضاف الناشطون أن سيطرة الأمراء الأجانب على التنظيم، وعدم قدرتهم على فهم الطبيعة الاجتماعية السورية هي ما يدفع بأبناء المحافظة للانشقاق عن التنظيم ومواجهته.