سيطر مقاتلون جهاديون من الدولة الاسلامية في العراق والشام على مراكز لمقاتلين سوريين معارضين في مدينة الرقة في شمال سورية، وذلك في محاولة من الدولة الاسلامية لفرض سيطرتها على المدينة، بحسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد: "سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام (المرتبطة بتنظيم القاعدة) على مقرات لواء أحفاد الرسول في مدينة الرقة"، مركز المحافظة الوحيد الذي بات منذ آذار (مارس) الماضي خارج سيطرة قوات نظام الرئيس بشار الاسد. وشهدت المدينة منذ ذلك الحين تظاهرات دائمة ضد الدولة الاسلامية التي يتهمها السكان والناشطون المعارضون بممارسة ارتكابات عدة لا سيما اعتقال العديد من الناشطين. ومنذ اسبوع، تدور اشتباكات بين الجهاديين ومقاتلي "أحفاد الرسول" ذات التوجه الاسلامي لكن المرتبط بالجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، والمرتبط بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة. وبحسب المرصد وعناصر في لواء أحفاد الرسول، اندلعت هذه الاشتباكات اثر هجوم لمقاتلي الدولة الاسلامية على مقر للواء في أحد أحياء المدينة. وقال مسؤول في اللواء عبر سكايب رافضاً كشف اسمه، ان "الاشتباكات سببها محاولة الدولة اقتحام مقر تابع للاحفاد من اجل الاستيلاء على السلاح والذخيرة". وافاد المرصد بأن عملية السيطرة على المراكز بدأت بهجوم عنيف اطلقه مقاتلو الدولة الاسلامية ليل الثلاثاء "اذ قاموا بتفجير سيارة مفخخة بعد اقتحامها مقرا لأحفاد الرسول في حي محطة القطار في شرق المدينة". واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "الدولة الاسلامية تريد السيطرة على كامل مدينة الرقة"، مشيرا الى ان "أمير الدولة يقول ان طائرات بشار لم تتمكن من اخراجنا" من الرقة. الا ان المسؤول في لواء احفاد الرسول قال ان "القاعدة الشعبية معنا، والقاعدة الشعبية تطالب بخروج الدولة (الاسلامية) من الرقة"، مضيفا ان "الدولة تفرض قواعدها، ما ادى الى انفجار الشعب". ومع بداية النزاع السوري قبل اكثر من عامين، تعاون المقاتلون المعارضون مع العناصر الجهاديين المدربين والمسلحين، سعيا للتفوق على القوة النارية الضخمة للقوات النظامية. الا انه في الفترة الماضية، شهدت بعض المناطق اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والجهاديين الذين باتوا يواجهون بامتعاض شعبي نتيجة العديد من الممارسات في مناطق نفوذهم.