تظاهر الآلاف من سكان مدينة الرقة شمال سورية أمس ضد جهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة للمطالبة بإطلاق مئات المحتجزين، بينهم راهب إيطالي. وتأتي التظاهرات بعد نحو أسبوعين من فقدان الاتصال بالأب باولو دالوليو إثر ذهابه للقاء قادة الدولة الإسلامية في العراق والشام نهاية الشهر الماضي للمطالبة بالإفراج عن ناشطين تحتجزهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تظاهرات الأمس تأتي في ظل مطالبات تخرج بشكل يومي في المدينة منذ نحو أسبوعين تطالب بالإفراج عن مئات المعتقلين والمختطفين والمختفين في معتقلات وسجون الجهاديين، وعلى رأسهم دالوليو الذي يعرف بقوة شخصيته وعلاقته الجيدة مع الناشطين المعارضين لنظام بشار الأسد. وأكد المرصد وقوع اشتباكات قبل عدة أيام بين مقاتلين معارضين ومقاتلين جهاديين من الدولة الإسلامية المرتبطة بالقاعدة. وأوضح أن الاشتباكات دارت الأربعاء الماضي، بعدما هاجم مقاتلو الدولة، مقر لواء أحفاد الرسول في حي المحطة في مدينة الرقة، واشتبكوا مع عناصره. وإثر ذلك تظاهر السكان لمطالبة الجهاديين بمغادرة المدينة. من جهة أخرى أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 90 شخصاً قتلوا أول من أمس في المعارك المستمرة بين الجيشين النظامي والحر، معظمهم في دير الزور ودمشق وريفها. وأبانت أن طائرات النظام الحربية شنت غارات جوية على مواقع المعارضة في مدينة دير الزور أمس. من جانبها أوضحت لجان التنسيق المحلية أن الجيش الحر تمكن من قتل 7 جنود سوريين وأسر العديد منهم في دير الزور. في غضون ذلك أظهرت لقطات فيديو رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس وهو يزور محافظة اللاذقية مسقط رأس "الأسد". وكان الثوار قد سيطروا على عدة قرى في اللاذقية معقل العلويين خلال الأيام القليلة الماضية. وظهر إدريس وهو يقف في مكان مفتوح، وقال متحدثاً إلى مقاتلي المعارضة إنه جاء ليشهد النجاح والانتصارات الكبيرة التي حققها الثوار على الجبهة الساحلية. ويمثل زحف مقاتلي المعارضة إلى هذه المنطقة انتصاراً كبيراً للثوار. وعلى صعيد ميداني أعلن الجيش الحر أمس سيطرته الكاملة على حاجز الجسر في بلدة مورك بريف حماة، في وقت أغارت فيه طائرات النظام على عدة أحياء بدير الزور عقب تقدم المعارضة فيها. كما تواصلت المعارك بريف اللاذقية بين قوات المعارضة والجيش النظامي. وأكد ناشطون أن قوات النظام واصلت شن هجوم بالطائرات والمدفعية في محاولة لاستعادة بعض المناطق التي سيطرت عليها المعارضة. مشيرين إلى أن أكثر من 10 مدنيين سقطوا في قصف لقوات النظام على مدينة السلمية بريف حماة. وفي الغوطة الغربية لدمشق، قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن المعارضة اقتحمت كتيبة التسليح والنقل التابعة للفرقة السابعة في غوطة دمشق الغربية، وسيطرت على مستودعات الصواريخ في الكتيبة، التي تحوي عشرات الصواريخ المضادة للدروع من نوع "فاغوت" الروسية الصنع. بموازاة ذلك حذرت منظمات إغاثية من احتمال وقوع كارثة إنسانية جراء نقص الدواء والغذاء في معضمية الشام المحاصرة منذ قرابة العام. من جهة أخرى بادل لواء العز بن عبدالسلام من كتائب ألوية الصحابة في الجيش السوري الحر جثة قتيل للنظام بثلاثة عشر معتقلاً أمس في حي التضامن في قلب دمشق، من بينهم امرأة واحدة. وأكدت مصادر أن مقاتلي اللواء استطاعوا سحب جثة أحد قتلى النظام السوري الذي قتل برصاص زملائه خشية وقوعه حياً في أيدي الثوار. واستمرت عملية التفاوض لأربعة أيام. وبعد تدخل الهيئة الفلسطينية للإغاثة في عملية التبادل تمت العملية ووصل المعتقلون المفرج عنهم إلى مناطق يسيطر عليها الثوار.