قال حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية التي تقود الحكومة التونسية اليوم الأربعاء، إنه يؤيد تشكيل حكومة غير حزبية في ما يبدو أنه استجابة لمطالب المعارضة العلمانية بعد أسابيع من الاحتجاجات المطالبة بالإطاحة بحكم الإسلاميين. وكان عشرات الآلاف من المعارضين العلمانيين تظاهروا أمس الثلاثاء في ساحة باردو بتونس العاصمة مطالبين بحل الحكومة والمجلس التأسيسي المكلف بصياغة الدستور الجديد، وذلك في تصعيد للاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي في يوليو الماضي. وقال الجبالي الرجل الثاني في حركة النهضة ورئيس الوزراء السابق لراديو إكسبريس إف إم المحلي "يتعين تكوين حكومة غير مسيسة وتقوم بمهمة تقنية لمدة ستة أشهر في إدارة الانتخابات". وتطالب المعارضة العلمانية -التي تشعر بالغضب لمقتل اثنين من أفرادها في ستة أشهر، التي اكتسبت جرأة بعد أن عزل الجيش المصري الرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي- بالإطاحة بالحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية وحل المجلس التأسيسي المكلف بصياغة دستور جديد والقانون الانتخابي. ويبدو هذا أول تنازل من الحركة الرافضة لحل الحكومة وإقالة رئيس الوزراء الإسلامي علي العريض، لكن الكلمة الفصل في النهضة تبقى للرجل الأول فيها راشد الغنوشي، الذي لم يعلق حتى الآن على موقف الجبالي. والأسبوع الماضي قال الغنوشي إن رئيس الوزراء والمجلس التأسيسي خط أحمر يجب عدم تجاوزه. ودعا الجبالي إلى التسريع بإنهاء عمل المجلس التأسيسي بعد الانتهاء من المصادقة على الدستور والقانون الانتخابي. وتلتقي دعوة الجبالي مع مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل ذي التأثير القوي الذي يطالب بدوره بحل الحكومة وإعطاء مهلة زمنية محددة للمجلس للانتهاء من كتابة الدستور. وتونس الآن في خضم أسوأ أزمة سياسية منذ الإطاحة بزين العابدين بن علي في مطلع عام 2011. تونس | رويترز