أثارت المحاضرة الإعلامية التي شارك فيها مدير مكتب صحيفة “الشرق” في الأحساء، الزميل جعفر عمران، كثيراً من الأطروحات والأسئلة من قبل الجمهور الرجالي والنسائي، الذين طالبوا بإعطاء واحة الأحساء مساحة أكبر في الصحف الصادرة من المنطقة الشرقية، ومنها صحيفة “الشرق”، التي انطلقت بكوادر شبابية وخبرات مهنية. جاء ذلك في ندوة إعلامية أقامها نادي الأحساء الأدبي بعنوان “الأحساء في عيون الإعلاميين”، مساء أول أمس، وشارك فيها مع الزميل عمران مدير مكتب الزميلة “اليوم” في الأحساء عادل الذكرالله، والإعلامي فرحان العقيل، وأدارها الزميل من جريد “الحياة” محمد الرويشد. واستعرض المشاركون المساحة الجغرافية للمحافظة التي تزخر بالمواد الإعلامية المتنوعة، من حيث النخيل والصحراء والبحر، والكم الكبير من الأرياف، والتراث العمراني القديم، والتجانس الاجتماعي، الذي ظل منذ قرون خلت مثالاً للتعايش من أجل الوحدة الوطنية. وأوضح الزميل عمران أن الركض اليومي وراء الأخبار قد لا يسمح للصحفي بالالتفات إلى أشياء أخرى في الواحة، فهنالك علماء وأدباء وشعراء في الأحساء، كان بودنا أن نفرد لهم إضاءات في الصحيفة، ولكن الأحداث اليومية التي تفرض وجودها في “المحليات” تستهلك جهد ووقت الصحفي، مشيراً إلى أن شخصية الإنسان الأحسائي مازالت تحتفظ بأصالتها، ويمكن رؤيتها في الناس البسطاء الذين يتواجدون في الأسواق الشعبية. وفي رده على سؤال معصومة العبدالرضاء التي طالبت بتخصيص عمود يسلط الضوء على علماء وأدباء وشعراء الأحساء في “الشرق”، أكد الزميل عمران أن الصحيفة انطلقت لتكون الأولى على مستوى المملكة، شاملة مدنها ومحافظاتها، ومن الصعب أن تغطي محافظة بشكل كبير، وتنسى البقية. وأكد الزميل الذكرالله أن الملف الإعلامي للأحساء لم يبلغ كينونتها بعد، معتبراً أن هذه الواحة الثرية تتيح للإعلامي من كل شارع، أو بلدة، أو مكان، أو هجرة، حكاية صحفية، وهي تحتاج إلى مهنية لم نصل إليها بعد، فهي “الزراعية والصناعية والساحلية، وصحراء الربع الخالي، وكل هذه “الجغرافيا” تحمل هماً وألماً وأملاً، ناهيك عن الإبداعات الحرفية، ولكننا نظل مقصرين عن مواكبة هذا التنوع الكبير”. الزميل فرحان العقيل أشار إلى أن إبراز المنطقة إعلامياً هي مسؤولية الجميع، لأنها “رواية لم تكتب بعد”، ومع الأسف لا نسمع عن أخبار الأحساء سوى الحرائق، وقنوات الري والصرف، وهي لوحة جميلة مثلما بدأت في ريشة ابنها الإعلامي التشكيلي أحمد المغلوث، مطالباً من مكاتب الصحف المتواجدة في الواحة إظهار الصورة الحقيقة للمحافظة العريقة. وفي مداخلته، أكد رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري، أن النادي سيقدم ما يستطيعه من إمكانيات لأي فريق إعلامي يخدم المحافظة والوطن الغالي بشكل عام، مؤكداً أن النادي سيتكفل بمصاريف المجلس الإعلامي في الأحساء، والمقترح إنشاؤه – للإعلاميات والإعلاميين – وسيقدم لهم المكافآت، ويهيء لهم المكان، خدمة لواحة الأحساء وأهلها الطيبين، وحفاظاً على وحدة هذا الوطن العظيم تراباً وإنساناً ومجتمعاً، وثقافة وفكراً، ولا يمكن أن يكون هنالك تساهل في هذا الجانب.