إثر إعلان أمانة الأحساء في حملتها الأولى قبل سنوات منع استخدام أمواس الحلاقة ذات الاستعمال المتكرر ترك ذلك القرار ارتياحا لدى المستفيدين من خدمات هذه الصالونات بعد تطبيقه، واعتبر المعنيون أن هذه الخطوة من الأمانة تدل على حرصها على تحييد المخالفين وفرض غرامات عليهم من خلال المتابعة والمراقبة. ويعرف الجميع أن ذلك جزء مهم من إجراءات الأمانة توجهت لتطبيقه نتيجة إحصاءات مخيفة دقت نواقيس الخطر بانتشار الأمراض عبر كراسي الحلاقين في كافة مناطق ومحافظات البلاد، ومن شروط مزاولة النشاط قبل استخراج الترخيص والشهادات الصحية للعاملين في صالونات الحلاقة، استخدام أمواس الحلاقة ذات الاستعمال للمرة الواحدة، استخدام الجل بدلا من المعجون والفرشاة، توفير جهاز للتعقيم فوق 150 درجة مئوية، ارتداء البالطو الأبيض أثناء العمل، توفير صندوق إسعافات أولية، توفير أدوات تعقيم مثل «المطهر الكهربائي – المجفف الكهربائي لتجفيف الفوط» منع استخدام ما يعرف بمادة الشبّة نهائياً، استخدام اللاصق الصحي حول الرقبة، استخدام الفوط ذات اللون الأبيض القابلة للغسل والتعقيم، توفير سجل المراقبة الصحية في المحل شرط أساسي. ورغم كل ما سبق ذكره وفرضه من قبل الأمانة على أصحاب تلك المحال لا يمثل 50% مما تم تطبيقه في هذه المحلات، إلا ما رحم ربي، و نفاجأ قبل أيام بنشر تقرير للأمانة في صحف محلية ورقية وإلكترونية بإغلاقها في حملتها الثانية 29 صالون حلاقة، واستبعاد 37 عاملاً مخالفاً عن العمل لمخالفات متعددة منها (عدم وجود الشهادة الصحية، تشغيل عمال تظهر عليهم علامات مرضية، عدم العناية بالنظافة الشخصية والتقيد بالزي الرسمي ولبس الكمامات بمدينة المبرز فقط، وإتلاف أكثر من 324 أداة وقطعة من المواد غير الصالحة للاستخدام، ويشير التقرير إلى انخفاض ملحوظ في أعداد المحال المخالفة في المرحلة الثانية للحملة عنها في المرحلة الأولى وهذا مؤشر جيد يعكس نسبة ارتفاع الوعي الصحي للعاملين والتقيد بالاشتراطات الصحية لمزاولة هذا النشاط. وهنا نضع عشرات الخطوط الحمراء، ونطرح علامات استفهام كثيرة، بما أنه قد تم إغلاق 29 محلاً واستبعاد 37 عاملاً وإتلاف 324 أداة وقطعة في مدينة المبرز فقط وفي حملة واحدة نريد أن نعرف ما هو الممنوع وغير الممنوع في هذه الصالونات في ظل هذه الإحصائية المخيفة لنشاط بلدية واحدة؟ أين المؤشر الجيد الذي يعكس ارتفاع الوعي الصحي لدى هؤلاء العاملين؟ عمال تظهر عليهم علامات المرض، وآخرون دون شهادات صحية، ماذا بقي بعد؟ أين دور حملات البلديات الفرعية الأخرى الرقابية؟ والأجمل والأجدر ألا توجد مثل هذه المخالفات أصلاً إذا كانت الحملات الرقابية مستمرة والعقوبات صارمة. حفاظاً على الصحة العامة للمواطنين والمقيمين. في الحملة الثالثة القادمة نأمل أن تبدد الأمانة مخاوف الناس من بقية صالونات المحافظة بإيقاظ بقية فروعها من سباتهم.