قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 62 من مقاتلي المعارضة قُتِلُوا في كمين لجيش النظام السوري فجر أمس الأربعاء قرب بلدة عدرا شرقي دمشق. ولم تحدد الوكالة العربية السورية للأنباء عدد القتلى إلا أنها قالت إن وحدة من الجيش «قضت في كمين محكم على مجموعة إرهابية مسلحة تابعة لجبهة النصرة حاولت التسلل إلى الغوطة الشرقية والاعتداء على إحدى النقاط العسكرية في ريف دمشق». وأضافت الوكالة أنه كان من بين القتلى أشخاص غير سوريين بينما قال المرصد السوري إن مصير ثمانية من مقاتلي المعارضة مازال غير معروفٍ بعد الهجوم الذي وقع إلى الغرب من منطقة صناعية شرقي عدرا. وتشن قوات الأسد هجمات حول دمشق بعد أن تمكن مقاتلو المعارضة من الوصول إلى بلدات وضواح على مشارف العاصمة العام الماضي، وتقع عدرا في الغوطة الشرقية التي يحاصرها الجيش السوري منذ شهور. وقُتِلَ أكثر من 100 ألف في الصراع السوري وشُرِّدَ الملايين، وحرص جيش الأسد على تأمين العاصمة والمناطق التي تربطها بالساحل الغربي بينما سيطر مقاتلو المعارضة على مناطق كبيرة من شمال وشرق سوريا. وفي سياقٍ متصل، شن مقاتلو المعارضة السورية أمس الأربعاء هجوماً في محاولة للسيطرة على المناطق المحيطة في مبنى المخابرات الجوية في مدينة حلب شمال البلاد. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن «مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً في محاولة للسيطرة على المباني المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في منطقة الليرمون» عند الأطراف الشمالية الغربية لمدينة حلب. وأوضح أن اشتباكات دارت بين مقاتلين ينتمون إلى «جبهة النصرة وحركة الفجر الإسلامية وكتائب فجر الخلافة الإسلامية»، إضافة إلى كتائب أخرى مقاتلة، من جانب وقوات تابعة لقوات نظام الرئيس بشار الأسد، التي يعد المبنى أحد معاقلها الرئيسة في ثاني كبرى مدن شمال سوريا، من جانب آخر. وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المعارضين على مطار منغ العسكري الواقع في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد أشهر من الحصار والمعارك. وأفاد ناشطون معارضون لنظام الرئيس بشار الأسد في مدينة حلب، أن المقاتلين يحاولون التقدم في اتجاه بلدتي نبل والزهراء، اللتين يفرض المعارضون طوقاً حولهما منذ مدة طويلة. وقال ناشط في «مركز حلب الإعلامي» قدم نفسه باسم «محمد» إن «نحو 300 مقاتل ممن حاربوا للسيطرة على منغ باتوا متوافرين للقتال في مكان آخر». وكان مصدر سوري معارض قال إن المعارضة المسلحة تعد لهجوم شامل من أجل إحكام السيطرة على مدينة حلب وريفها، فيما أفاد مصدر مقرب من السلطات السورية بأن القوات النظامية في حالة دفاعية نظرا لنقص في عديدها لشن هجمات. وفي محافظة الرقة (شمالا)، قُتِلَ ثلاثة أشخاص بينهم طفلان وأصيب العشرات بجروح إثر انفجار «مجهول» هز المدينة صباح أمس الأربعاء، حسب المرصد. وباتت مدينة الرقة منذ مارس الماضي، أول مركز محافظة يخرج بشكل كامل عن سيطرة القوات النظامية.