نصوصٌ تُنشر أسبوعياً، من «يوميات بيت هاينريش بول» التي كتبها الشاعر أثناء إقامته الأدبية، بمنحة من مؤسسة «هاينريش بول» في ألمانيا. 41 زواجاً - نشيد الأسرى للطويلاتِ لغةٌ تُحرِّرُ الأسرى بلا أوشحةٍ ولا نياشين لهنَّ في السهرة وردةٌ وكأس، رشيقاتٌ عبرنَ الحقل بخفةِ الفَراش خفيفاتٌ مثلُ الأشجار في الغابة يغزلنَ كتابَ الليلِ بالفقد طويلاتٌ قليلاتُ الكلام يبتكرنَ لكل حبٍ غيمةً لهنَّ لغةٌ تُحرِّرُ الأسرى وتُطلقُ النشيد. - الذكرى 41 في البَرَد الشفيف بنشيشٍ رشيق الأحلام غزالاتٌ متسارعاتٍ في ماءٍ يفيضُ في غيمةٍ متثاقلةٍ ماكثةٍ حتى آخر النهار فتحتْ شرفاتَها على ريفِنا ومنحتْ خيراتها شجراً صابراً على مزاج الطبيعة ناديتُ زوجتي تشهد الرعونة المستحبة وترقبُ الطقسَ بالغَ الخِفَّة تقنصُ صوراً تبعثُ بها لأبنائنا لتكون الشهادة كاملة على مطرٍ يتأخرُ متمرداً على الفصول ولا يَسمعُ الكلام ويغضبُ كلما التمسناهُ بالرجاء والتضرّع فلسنا ضدَ المطر لسنا ضدَ مزاج الطبيعة وليس لنا سوى حصةِ الرواء في الريف رحنا نُحصي حبات بَرَدٍ نادرةٍ وهي تشفُّ وتذوب نحصيها بالسرعة الكافية بالمداعبة الحميمة فيما تذهب وتتركنا نتمرغ في الأكذوبة التي تفضحنا أمام أبنائنا وهم يشهدون رعونتنا في طفولة متأخرة في عيد زواجنا الحادي والأربعين.
- حجرٌ يحنو من قوس البوابة حتى موجة الحديقة ثمة حجرٌ حارسٌ يصدُّ الْحّتَّ ويحجبُ تحولاتِ الطبيعة وشهواتِ الطقس حَجَرٌ، دفترٌ ينْحتُه طُهاةٌ يشهدون به في مجامرَ غامضةٍ تَصبُّ النارَ في التجويف الخفيّ للحجر حجرٌ راودتني رغبةُ الخطّ عليه منذ وهلة الدخول الأول ولولا خشيةُ الإثقال على القوس حامل عبء الباب في الهواء لكنتُ كتبتُ تسعَ كلمات تحيةٌ للسيد صاحبِ البيت فللحجر الحنون خِفةُ الريشة ترفُّ على هامة الشعراء مُنهَكِي الجسد لفرط الرحيل والرسّامين والكتّاب يهرعون إلى رأفة الحجر فراراً من وحشة الناس سلاماً عليك أيّها الحجرُ النبيل.