اتهم مبعدو كنيسة المهد المفاوض الفلسطيني، بتهميش وتجاهل قضيتهم وعدم الضغط على إسرائيل لإعادتهم من غزة والدول الأوروبية إلى مدنهم في الضفة الغربية بعد مرور 12 سنة على إبعادهم من قِبل الجيش الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم مبعدو المهد فهمي كنعان، ل «الشرق»: جرى التأكيد على القيادة الفلسطينية بأن لا تعود إلى المفاوضات مع الإسرائيليين دون وضع حد لمعاناتنا وإنهاء ملفنا إلى جانب ملف الأسرى. وأضاف: «المفاوض جلس على مائدة التفاوض دون أن يحل قضيتنا، واكتفى بالإفراج عن أسرى ما قبل أوسلو». وأكد أنه لو وضع المفاوض الفلسطيني حلاً لملفهم كشرط أساس للعودة للمفاوضات لقبلت إسرائيل به، مستنداً إلى وجود اتفاق فلسطيني إسرائيلي جرى توقيعه عام 2005 يقضي بعودتهم ولكن إسرائيل لم تلتزم به. وكانت إسرائيل حاصرت كنيسة المهد عقب اجتياحها مدينة بيت لحم في 2 أبريل 2002، الأمر الذي دفع المسلحين الفلسطينيين إلى التحصن داخل الكنيسة جراء اشتداد الاشتباكات. واستمر الحصار أربعين يوماً جرت خلالها مفاوضات بين إسرائيل والسلطة توصلا فيها لحل إبعاد المحاصرين إلى قطاع غزة وبعض الدول الأوروبية. وتساءل كنعان عن الدافع الذي يمنع السلطة الفلسطينية من الوقوف أمام مسؤوليتها تجاه من حملوا السلاح للدفاع عن الأرض ضد الجيش الإسرائيلي، حتى تكون هناك سلطة. وأوضح أن 26 مبعداً موجودون في قطاع غزة و13 في دول أوروبا. وأشار إلى أن إبعادهم يخالف اتفاقية جنيف الرابعة، ومعاهدة روما. واتهم كنعان الشؤون المدنية في السلطة بالتقصير في الحصول على تصريحات لأهاليهم لزيارتهم في قطاع غزة ودول أوروبا، لاسيما وأن 15 مبعداً منهم فقدوا آباءهم وأمهاتهم من دون إلقاء نظرة الوداع عليهم. وأكد أن قضيتهم ترتقي لمستوى جريمة دولية يعاقب عليها القانون، وأنه من الضروري أن تتجه السلطة إلى محكمة الجنايات الدولية لحل قضيتهم، قبل أن يعودوا ملفوفين بالأكفان، حيث توفي عبدالله داود الذي كان مبعداً في أوروبا. من ناحيتها، أعلنت كبير المفاوضين الإسرائيليين تسيفي ليفني، أن الجولة الثانية من مباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستُعقد في إسرائيل. وقالت في تصريح للقناة العاشرة: إن الجولة القادمة ستكون في الأسبوع الثاني من أغسطس في إسرائيل، وسيتم إطلاق سراح المجموعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين. وكان الطرفان اتفقا على التناوب في استضافة الجولات التفاوضية، التي عُقدت أولى جلساتها في واشنطن الأسبوع الماضي.