شهد أكثر من نصف مليون مصلّ الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان المبارك بالمسجد النبوي الشريف وسط أجواء رحمانية امتزجت فيها الدموع والدعاء والتضرع إلى المولى العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الجليلة علينا وعلى بلادنا والأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات وأن يجعلنا وآباءنا وأمهاتنا وعموم المسلمين من عتقائه من النار. وواكب الصلاة تنظيمات وترتيبات أمنية وصحية وتنظيمية وإرشادية مكثفة أعدتها مختلف الأجهزة الحكومية والأهلية بتوجيه ومتابعة شخصية من أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز الذي يشرف على سير تلك الخدمات وإتاحتها للزوار ومواطنيها والمقيمين على ثراها، لتأمين أدائهم لعباداتهم في مواكب إيمانية عامرة بالخشوع والطمأنينة إنفاذاً لتطلعات حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. واستنفرت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف جميع طاقاتها وخبراتها وإمكانياتها لخدمة الزوار والمعتمرين وسخرت جهودها وإمكاناتها الآلية والبشرية كافة , من خلال تجهيز وتهيئة ساحات وأروقة المسجد النبوي وتأمين الفرش الفاخر وفتح السلالم الكهربائية للطوابق العلوية والساحات المظللة والميادين والأسطح والممرات, كما قامت بأعمال النظافة والصيانة والفرش والتأكد من التكييف الذي حوَّل أجواء المسجد النبوي إلى نسيمٍ باردٍ وهواءٍ عليل رغم حرارة الأجواء . وبذل رجال الأمن العام جهوداً كبيرة في خدمة المواطنين والزوار الذين غصت بهم أروقة المسجد النبوي وساحاته وما يحيط به من شوارع وميادين ودور سكنية، حيث وضِعت خططٌ مسبقة لانسياب حركة المرور والمشاة والتمركز من قِبل أفراد الأمن على مدار اليوم . من جهتها باشرت إدارات الدفاع المدني أعمالها في تقديم أفضل الخدمات الوقائية ومواجهة أي طوارئ قد تحدث لا سمح الله من خلال زيادة عدد فرق الدفاع المدني ونشرها في مواقع مدروسة زُودت بأحدث وسائل الإنقاذ والإطفاء . وانتشرت سيارات هيئة الهلال الأحمر حول المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي مزودة بأحدث الوسائل والأفراد، في حين قامت فرق فرع وزارة التجارة بجولات تفقدية ومراقبة الأسعار لملاحظة أي زيادة في الأسعار ومحاسبة المتسبّب فيها . وفي سياق متصل، باشرت إدارة مرور المدينةالمنورة تطبيق خططها للعشر الأواخر من رمضان والجمعة الأخيرة من الشهر الفضيل تحديداً عبر تسهيل حركة السير من وإلى المسجد النبوي الشريف معززة بذلك الخطة المرورية التي وضعت مع انطلاقة شهر رمضان المبارك, كما تم تعزيز المساجد الأخرى مثل مسجد قباء والقبلتين والسبعة المساجد التي تشهد كثافة عالية لضمان الحفاظ على الخطوط الشريانية المؤدية إلى المسجد النبوي كطرق أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وطرق الملك عبدالعزيز، الملك فهد، سلطانة، وطريق الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري. كما كثفت الشؤون الصحية خدماتها الصحية والعلاجية للزوار والمعتمرين من خلال جميع المراكز الصحية والمستشفيات بالمدينة والمراكز الخمسة المحيطة بالمسجد النبوي الشريف على مدار ال 24 ساعة . كما قدم كشافة المدينةالمنورة خدماتهم الميدانية من خلال إرشاد التائهين من الزوار والمعتمرين وتوجيههم في الساحات المحيطة بالمسجد النبوي والتعاون مع المراكز الصحية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف وإدارة المرور لتنظيم السير والمشاة. مئات الآلاف احتشدوا للصلاة في المسجد النبوي (الشرق)