أوضح مدير مكتبة الحرم المكي الشريف، أمين مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، الدكتور فهد السفياني، أن مكتبة الحرم المكي الشريف تُعد من أهم المكتبات في العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن تاريخ إنشائها يعود إلى عصر الخليفة المهدي العباسي عام 160ه. وقال السفياني إن عدد أقسام المكتبة 15 قسماً، منها قسم الخدمة المكتبية، الذي يستقبل المطالعين ويقوم بخدمتهم في استخراج المصادر والمراجع التي يحتاجونها ومساعدتهم في الوصول إلى المعلومات، لافتاً إلى أن عدد عناوين الكتب في المكتبة يصل إلى أكثر من 150 ألف عنوان. وأضاف أن في المكتبة قسم المخطوطات، الذي يخدم الباحثين والمحققين في الداخل والخارج، ومساعدتهم في الوصول إلى المخطوطة التي يريدونها، مشيراً إلى أن عدد المخطوطات النادرة في المكتبة يصل إلى 6500 مخطوطة أصلية، وأكثر من سبعين ألف مخطوطة رقمية، و2400 مخطوطة على الميكروفيلم. وأفاد أن من بين الأقسام قسم للدوريات، يضم 134 صحيفة ومجلة محلية وعربية متاحة للمطالعين والزوار والباحثين، من بينها أيضاً القسم النسائي الذي يقوم بخدمة المطالعات والزائرات على فترتين صباحية ومسائية. وأشار السفياني إلى أن المكتبة ارتبطت بوجود المصاحف والكتب الشرعية، وإن لم يكن وجود المصاحف والكتب يعني بالضرورة وجود مكتبة بالمعنى المتعارف عليه اليوم، موضحاً أنه يمكن القول إن تأسيس المكتبة ارتبط بصفة عامة بمجالس الفتيا والذكر التي كان الصحابة والتابعون يعقدونها في المسجد الحرام. وحسب السفياني، فإن كتب التاريخ لم تذكر في النص وجود مكتبة داخل الحرم، إلا أنه يستنتج وجودها، لافتا إلى أن قدسية المكان كانت حافزاً للخلفاء المسلمين وحكمائهم وموسريهم ومؤلفيهم نحو وقف مصاحف وكتب تحفظ في دواليب داخل الحرم.