اتفقت الخرطوموجوبا على الوقف الفوري للدعم وإيواء الحركات المسلحة المتمردة ضد كلٍّ منهما، في وقتٍ جددت الحكومة السودانية رفضها القاطع لوجود أي اتجاه لمفاوضات جديدة حول النيل الأزرق وجنوب كردفان ما لم يتم فك الارتباط الكامل بين الجنوب والحركات المسلحة في المنطقتين. وقال بيانٌ صادر عن اللجنة المشتركة بين البلدين، في ختام أعمالها مساء الأربعاء في جوبا، إنه تم الاتفاق على تقديم كافة أشكال الدعم للِّجان المكونة بموجب مقترح الوساطة الإفريقية. وأمَّن الطرفان على الانسحاب وإعادة انتشار القوات على طول الحدود وفقاً للخارطة المقدمة من الوساطة، كما أمَّنا على إدامة التواصل بين رؤساء الاستخبارات وقادة الأجهزة الأمنية في البلدين عبر المحلقين العسكريين ومندوبي الأجهزة الأمنية. وفي الخرطوم، أكدت الحكومة أن الوساطة الإفريقية لم تدفع بأي مقترح لتحديد موعد جديد للتفاوض مع الحركات المسلحة.وقال رئيس وفد الحكومة المفاوض، إبراهيم غندور، إن موقف الحكومة المعلن هو عدم الدخول في أي جولة مفاوضات أخرى، مبيِّناً، في تصريح له، أنهم اشترطوا مسبقاً طرد الحركات الدارفورية المسلحة وقطاع الشمال من عاصمة دولة الجنوب جوبا. من جهة ثانية، ترددت معلومات شبه مؤكدة في الخرطوم تفيد بأن الرئيس عمر البشير اجتمع مطولاً مع مدير جهاز الأمن السابق، صلاح قوش، على مائدة الإفطار، ثم أردف باجتماعٍ آخر مع العرَّاب السابق لنظام الإنقاذ وأشرس خصومها حالياً الأمين العام للمؤتمر الشعبي، الدكتور حسن عبدالله الترابي، وهو اللقاء الأول بينهما منذ انفصال إسلاميي السودان في عام 1999. كما عقد الرئيس الذى يعكف حالياً على إعداد رؤية متكاملة لإنهاء النزاع في البلاد، اجتماعات متتالية مع الدكتور غازي صلاح الدين، بحثت أوضاع المؤتمر الوطني الحاكم ومستقبل البلاد. وأفادت مصادر بأن البشير دعا مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق، صلاح قوش، الأربعاء الماضي، إلى إفطار رمضاني في مقر إقامته في قصر الضيافة في الخرطوم، وفيما لم تكشف المصادر عما إذا كان الإفطار اقتصر على الرجلين فقط أم أن آخرين كانوا بمعيتهم، فإنها أكدت أن اللقاء الرمضاني ناقش عدداً من القضايا الحساسة المتعلقة بشؤون الحزب الحاكم والدولة. وأفرجت السلطات في مطلع شهر رمضان عن قوش وأسقطت التهم الموجهة إليه بشأن التخطيط لإسقاط النظام وتقويض الدستور. وفي ذات الوقت، شهدت الخرطوم لقاءً نادراً جمع الرئيس البشير ونائبه الأول، علي عثمان طه، مع عراب الإنقاذ السابق، حسن الترابي.