عاشت ساحة باردو قبالة المجلس التأسيسي التونسي ساعات ساخنة وعمليات كر وفر انتهت صبيحة أمس الإثنين عندما قامت قوات الأمن بفض الاعتصامين المقامين أمام المجلس لأنصار المعارضة المطالبين بحل التأسيسي وإسقاط الحكومة لتشكيل حكومة إنقاذ ولأنصار حركة النهضة الإسلامية وروابط حماية الثورة المطالبين بالحفاظ على الشرعية وقطع الطريق على ما أسموه «انقلاباً» عليها. ووقعت مواجهات فجر أمس بين المتظاهرين وقوات الأمن أمام مقر المجلس التأسيسي في باردو، ما أدى إلى إصابة النائب عن الحزب الجمهوري، نعمان الفهري، بكسور خطيرة على مستوى الرقبة استوجبت نقله إلى مستشفى «شارل نيكول» لتلقي العلاج. وتدخلت قوات الأمن لنزع الخيام وفض الاعتصام الذي ينفذه عددٌ من نواب المعارضة والمواطنين أمام مقر المجلس للمطالبة بحله وإسقاط الحكومة. وكان النائب نعمان الفهري أعلن انسحابه من التأسيسي إثر اغتيال المعارض السياسي والمنسق العام للتيار الشعبي، محمد البراهمي، وقرر الانضمام لهذا الاعتصام. في حين قال النائب عن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، منجي الرحوي، إن هناك نواباً من الائتلاف الثلاثي الحاكم (الترويكا) عبروا عن رغبتهم في الانسحاب من المجلس للالتحاق بزملائهم المنسحبين مما قد يمكنهم من تشكيل الثلث المعطل لعمل التأسيسي. واتهم الرحوي، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، الحكومة بتخويف الناس من «فراغ في السلطة»، واعتبر أن البلاد تعاني حالياً من فراغ بدليل اغتيال معارضين. وأرجع الرحوي مشاركة 72 نائباً مستقيلاً في الاعتصام الداعي لحل التأسيسي إلى استجابتهم للمطالب الشعبية، وقال «قدمنا حلولا هي تشكيل حكومة إنقاذ وطني وحل المجلس التأسيسي». وفي سياقٍ متصل، طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة، لطفي بن جدو، بضرورة إصدار أوامر وتعليمات واضحة لجميع الوحدات الأمنية باحترام حرية التجمع. وأكدت المنظمة، في بيانٍ لها أمس، ضرورة فتح تحقيق فوري مع كل الضباط والأمنيين الذين استخدموا القوة التي وُصِفَت بالمفرطة ضد المعتصمين أمام المجلس التأسيسي بدايةً من يوم السبت الماضي، وذلك استنادا إلى شهادات أشخاص تعرضوا للاعتداء أمام المجلس. وفي «سيدي بوزيد» و«سليانة » تم اقتحام المقار الحكومية بعد ظهر أمس وطرد المسؤولين النهضاويين وإنشاء مجالس تسيير جهوية. كما تجددت الدعوة في كل محافظات تونس أمس للخروج في مسيرات تندد بحكم النهضة وبالإرهاب مع التأكيد على وجوب حل المجلس التأسيسي واستقالة الحكومة. اعتصام المعارضين للحكومة في سليانة