أحمد معمور العسيري شرع الله الصوم لغاية عظيمة، هي تحصيل تقوى الله عزّ وجل، وتزكية النفوس، وتهذيب الأخلاق، وليست الغاية من الصوم إدخال الضرر أو المشقة على العباد، وكلما كان الصوم موافقاً للأحكام الشرعية كان أعظم أجراً، بيد أن بعض الصائمين تصدر منهم أخطاء ومخالفات، قد تؤثر على صومهم أو تنقص أجره، وقد جمعنا من كتب أهل العلم -الموثوق بهم- بعض الأخطاء الشائعة التي ينبغي للصائم الحذر منها، فمنها: أخطاء في العادات والسلوكيات: فمن الأخطاء في العادات التي يقع فيها بعض الصائمين عدم إدراكهم فضائل هذا الشهر الكريم، فيستقبلونه كغيره من شهور العام، وقصارى اهتمامهم شراء الأطعمة والمشروبات، بدلاً من الاستعداد للطاعة والعبادة. ومن الأخطاء -التي تصدر من ضِعاف الإيمان- التأفف من دخول شهر رمضان، وتمني ذهابه وسرعة زواله وانقضائه؛ وذلك لما يشعر به من ثقل الطاعة على نفسه. عدم التفقه في أحكام الصيام وعدم السؤال عنها. عدم تجنب المعاصي أثناء صيامهم. سوء الخُلق، وسرعة الغضب، والطيش في نهار رمضان. استقبال بعض المسلمين هذا الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات تصل لدرجة الإسراف والتبذير. ومنها ما يُلاحظ في أول شهر رمضان من كثرة المصلين والمقبلين على العبادة والطاعة، ثم لا يلبث أن يتسلل الفتور والتقصير إليهم، فيخبو هذا الحماس في آخر الشهر المبارك.. إهدار الأوقات الفاضلة من نهار رمضان في متابعة المسابقات الفضائية والمسلسلات الماجنة وما يصاحب ذلك من الموسيقى والغناء. ضياع أوقات بعض النساء في إعداد الطعام. اتخاذ هذا الشهر فرصة للنوم والكسل في النهار. ضياع الأوقات في ليالي رمضان في الزيارات الفارغة. خروج بعض النساء إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح بلباس الزينة مع التعطر، مع ما في ذلك من أسباب الفتنة. تأخير بعض الصائمين صلاتي الظهر والعصر عن وقتيهما لغلبة النوم. الانشغال في العشر الأواخر من رمضان -التي فيها ليلة القدر بالتجهيز للعيد والتجول في الأسواق. أخطاء في العبادات: من الأخطاء في العبادات تعجيل السحور، والسُّنة تأخيره. يقول رسول الله: {بكروا بالإفطار وأخروا السحور}. تأخير الفطور، والرسول يقول: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) متفق عليه. تحرُّج بعض النساء من تذوق الطعام خشية إفساد الصوم، قال الشيخ ابن جبرين: (لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه، ولكن لا يبتلع منه شيئاً بل يمجُّه أو يخرجه من فيه). عدم تبييت النية للصيام. وعلى العكس من ذلك: بعضهم يتلفظ بالنية، وهذا خطأ، بل يكفي أن يبيت النية في قلبه -على قول جمهور العلماء. مواصلة الشرب والأكل أثناء أذان الفجر، وهذا بفعله قد أفسد صومه، خاصة إذا كان المؤذن دقيقاً في توقيته. وعلى العكس من ذلك: أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن من أذانه، احتياطاً، وهذا خطأ أيضاً. بعض الناس إذا بلغه أن هذه الليلة هي أول ليلة في رمضان لا يصلي صلاة التراويح، وهذا خطأ فإنه بمجرد رؤية هلال رمضان فمن السُّنة أن يصلى التراويح مع جماعة المسلمين في المسجد في تلك الليلة. تحرُّج بعضهم من استعمال السواك في نهار رمضان. اعتقاد بعضهم تحريم معاشرة النساء في ليل رمضان، وهذا خطأ فالتحريم يكون في النهار فقط، قال تعالى: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) [البقرة:187]. امتناع بعض النساء عن الصيام إذا طهرت قبل الفجر، ولن تتمكن من الغسل لضيق الوقت، والواجب أن تصوم ، ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. (فتاوى الصيام). تحرُّج بعض الناس عندما يصبح جنباً، فيظن أن صومه باطل وعليه القضاء وهذا خطأ. غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار، والصائم من الذين لا ترد دعوتهم. تحرج بعض الصائمين من الإفطار في السفر، وهذا خطأ فإن رخصة الإفطار في السفر قد دلَّ عليها قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه). المسارعة في قراءة القرآن بلا تدبر، بهدف ختمه فقط ، والواجب الترتيل في القراءة، والتأني والتدبر. وفي المقابل نجد التفريط في ختمه، فربما يمر رمضان كله على أحدهم دون أن يختم فيه القرآن مرة واحدة. تحرج بعض الصائمين من بلع الريق، وما يصاحب ذلك من كثرة البصق، بحجة عدم إفساد صومه. تحرج بعض الصائمين من حلق الشعر، أو قص الأظافر، أو نتف الإبط، أو حلق العانة في نهار رمضان. ومن الأخطاء: المبالغة في التمضمض والاستنشاق في نهار رمضان بلا حاجة، بحجة شدة الحر. تحرج بعض مرضى الربو من استعمال البخاخ خوفاً من فساد صومه. تحرج بعض الصائمين من وضع قطرة العين، أو قطرة الأذن، أو وضع الحناء، أو الاكتحال. إضاعة سنة الاعتكاف مع القدرة عليها. تأخير صدقة الفطر إلى أن يخرج وقتها، كمن يُخرجها بعد صلاة العيد، والواجب إخراجها قبل الصلاة.