استنكر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء تشكيك بعض المنتسبين للعلم ممن يشككون في صلاة التراويح من حيث مشروعيتها ومن حيث عدد ركعاتها مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد لها عددا معينا من الركعات بل حث عليها. كما استنكر على هؤلاء إنكار صلاة التهجد في آخر الليل في العشر الأواخر ويقولون لا يزيد على صلاة التراويح مع أن السلف كانوا يصلون التراويح في أول الليل ويتهجدون في آخر الليل في العشر الأواخر ويطيلون الصلاة حتى يخشوا أن يفوتهم السحور وكانوا يعتمدون على العصي من طول القيام. وقال سماحته: على الجميع معرفة فضل هذا الشهر الكريم واغتنام فضله فالمؤمن يفرح بقدومه لينال من خيره ويعد العدة لاستقباله بما يليق به من الاستعداد للطاعة والتوبة فهو شهر التوبة وشهر المغفرة وشهر العتق من النار.. فإلى التفاصيل: • ماذا ينبغي على المسلم فعله في شهر رمضان المبارك؟. •• على الجميع معرفة فضل هذا الشهر الكريم واغتنام فضله فالمؤمن يفرح بقدومه لينال من خيره ويعد العدة لاستقباله بما يليق به من الاستعداد للطاعة والتوبة فهو شهر التوبة وشهر المغفرة وشهر العتق من النار. والمنافق لا يعرف قدره فيستمر في غفلته وإعراضه فيخرج منه محملا بالذنوب والآثام. قال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم: «ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فمات فدخل النار» قل آمين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم آمين، ولذلك نرى المنافقين يعدون البرامج الفاسدة والمفسدة ليبثوها في شهر رمضان فيشغلون المسلمين عن الطاعات ويحرمونهم من فضل هذا الشهر، فاحذروهم وحذروا منهم. ومن الناس ممن يزعم أنه من العلماء من يشغل الناس بالجدل في العبادات ويشككهم فيها ليزهدهم بالقيام بها كالذين يشككون في بداية الصيام اليومي ومواقيت الصلوات ويقولون لا يجوز الاعتماد على توقيت أم القرى لأنه متقدم على التوقيت الذي يعتمدونه هم مع أن توقيت أم القرى معتمد من قبل العلماء ومن قبل الدولة ولم يلحظ عليه خطأ. وقد روقب من قبل لجنة من المشايخ انتدبهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رصدوا طلوع الفجر في مكان بعيد عن أنوار البلد فوجدوه مطابقا تماما للتوقيت المحدد في تقويم أم القرى فأصدرت اللجنة برئاسته فتوى باعتماده. ومن هؤلاء المنتسبين للعلم هداهم الله من يشكك في صلاة التراويح من حيث مشروعيتها ومن حيث عدد ركعاتها مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد لها عددا معينا من الركعات بل حث عليها بقوله «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقال عليه الصلاة والسلام «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» ولم يحدد عددا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما معناه: إن ذلك راجع إلى نوعية الصلاة، فمن أطال الصلاة قلل من عدد الركعات. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، ومن خفف الصلاة زاد في عدد الركعات كما كان الصحابة رضي الله عنهم في خلافة عمر يصلون خلف أبي بن كعب ثلاثا وعشرين ركعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن هؤلاء الطلبة من ينكر صلاة التهجد في آخر الليل في العشر الأواخر ويقول لا يزيد على صلاة التراويح مع أن السلف كانوا يصلون التراويح في أول الليل ويتهجدون في آخر الليل في العشر الأواخر ويطيلون الصلاة حتى يخشوا أن يفوتهم السحور وكانوا يعتمدون على العصي من طول القيام. ثمرات الصيام • ما هي ثمرات الصيام وكيف يستفيد المسلم من هذه الليالي والصيام في النهار؟. •• إن ثمرات الصيام عظيمة وجليلة ولهذا يطمع فيها المؤمن ويتمنى رمضان ويرتقبه بكل حال ويفرح بمقدمه ويسر بحلوله ويشكر الله على ذلك، إنه شهر تقال فيه العثرات وتجاب فيه الدعوات وتضاعف الحسنات، شهر يكفر الله بصيامه ما مضى من الذنوب وبقيامه ما مضى من الذنوب، وهو الشهر المشتمل على ليلة خير من ألف شهر فيما سواه، إنه شهر عظيم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النيران، شهر بركة يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل السكينة ويستجيب الدعاء ويحط الخطيئة ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم عباده فأروا الله من أنفسكم خيرا»، إنه شهر يعين على الطاعة والبعد عن المعاصي، ليس رمضان شهر الكسل والخمول ولكنه شهر النشاط والجد والعمل الصالح والتقرب إلى الله بما يرضيه، إن ثمراته عظيمة جليلة جدا، والنبي صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه فيقول: كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها، قال الله: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه لأجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. فإن الصيام يضاعف أضعاف ذلك إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة كل ما قوي الإخلاص والفرح بهذا الشهر والسرور بمقدم هذا الشهر كلما عظم الثواب وكثر الخير، فصوموا عباد الله وتقربوا بصومه إلى الله ولخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، والخلوف ما يتصاعد من المعدة عند خلوها من الطعام والشراب وهي رائحة مستكرهة عند مشام الناس لكنها أطيب عند الله من ريح المسك. ركعات التراويح • هل لصلاة التراويح عدد معين من الركعات؟. •• الأصل في قيام رمضان عدم التحديد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه. وهو صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة، وفي حياته صلى ليلتين أو ثلاث حتى امتلأ المسجد فلم يخرج عليهم في الرابعة وعلل ذلك بالخوف أن يفرض عليهم فلا يستطيعوا، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وأمن بانقطاع الوحي أن يفرض على الناس شيئا ومضى عهد الصديق رضي الله عنه، وفي عهد عمر رضي الله عنه دخل المسجد ليلة والناس يصلون أوزاعا رجل مع آخر ورجلان مع آخر ورجل لوحده فقال: لو جمعتم الناس على إمام واحد كان أفضل، فدعى تميم الداري وأبي بن كعب وجعلهما يؤمان الناس، فأعطى السريع مائة آية والبطيء ستين آية، فاجتمع الناس على التراويح وعملوا بها ووافقوا عمر على ذلك فقال قائلهم نور الله قبر عمر كما نور مساجدنا بالتراويح فصلى المسلمون احدى عشر ركعة ومنهم من صلاها ثلاثا وعشرين ومنهم من صلاها ستا وثلاثين، وكلها جائزة.. المهم الإخلاص والطمأنينة في أدائها. تعجيل الفطور • ما فضل تعجيل الفطور؟ وبالنسبة لمن لم يتسحر هل صيامه مقبول؟. •• جاء في السنة عن تعجيل الفطور أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر، وجاء في الحديث أن الله قال: أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا، فدل على أن السنة أن نبادر بالفطر متى تأكدنا غروب الشمس، وأما السحور فسنة يقول صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين، فدل على فضل السحور وقال: السحور خير، وقال: تسحروا فإن في السحور بركة، بركة في الوقت بأن يكون آخر الليل ليقوم ويصلي ويسأل الله من فضله وكرمه، وبركة معنوية بأن يعينه السحور على مقابلة طول النهار فيستعين بالسحر على القدرة على الصيام، وفي الحديث: إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين. التأخر عن الصلوات • بالنسبة لمن يصوم لكنه يتأخر عن أداء الصلوات وقد ينام، كيف يكون ذلك؟. •• الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام وهي مقدمة على الصيام فالصائم المخلص لا يهمل صلاته بل يجمع من الصيام العناية بالصلاة في أوقاتها ويحذر هذا النوم المستمر، أما إن وقع نوم طارئ فقد يعفى عنه، أما النوم المعتاد بأن ينام أحدهم بعد الفجر ولا يوقظه إلا غروب الشمس فهذا قد حرم نفسه خيرا كثيرا وفضلا كبيرا. العمرة في رمضان • ما فضل العمرة في شهر رمضان وما حكم من يؤديها في ليلة السابع العشرين من شهر رمضان المبارك؟. •• يقول صلى الله عليه وسلم: عمرة في رمضان تعدل حجة أو قال حجة معي، دل على فضل العمرة في رمضان لشرف الزمان والمكان ولكن لا ينبغي المبالغة، فبعض المسلمين هداهم الله يقصدون ليلة السابع والعشرين فيقع من الزحام والمضايقة ما الله به عليم، وهذا خطأ، فيا أخي اجعل عمرتك متأخرة عن رمضان إن خشيت الزحام وإيذاء الناس. المبالغة في التفطير • ماحكم المبالغة في تفطير الصائم بالنسبة للصائمين في شهر رمضان المبارك وما توجيهكم في ذلك؟. •• تفطير الصائم سنة وفي حديث سلمان: من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له من الأجر مثل أجر الصائم من غير أن ينقص ذلك من أجر الصائم شيئا، قالوا يا رسول الله ليس كل منا يجد ما يفطر الصائم قال: يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما على تمرة أو مذقة لبن أو شربة ماء. التراويح والعشاء • إذا أتيت إلى المسجد لأصلي العشاء في شهر رمضان المبارك ووجدت المصلين يصلون التراويح، فهل أصلي معهم بنية العشاء؟. •• يرى بعض العلماء جواز ذلك تصلي معهم ركعتين ولا تسلم وتقوم وتأتي بالركعتين الأخيرتين، وإن صليت العشاء وحدك ثم دخلت معهم فحسن. إزعاج الأطفال • بالنسبة للنساء قد يأتين إلى المسجد ويحصل من أطفالهن إزعاج فما توجيهكم لهن؟. •• ينبغي منع الصغار عن المسجد حتى لا يشوشوا على المصلين لكن بأدب واحترام، لا نمنعهم عن المسجد ولكن نرغبهم في الأدب ونؤدبهم ونرشدهم لما فيه الخير لينشأوا أدباء يحملون خلق الأدب الفاضل. قصار السور • بعض الأئمة يقتصرون على قصار السور في صلاة التراويح، ولا يختمون القرآن الكريم في رمضان، فما الحكم؟. •• يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن السلف الصالح كانوا يستحبون أن يسمع الإمام الجماعة القرآن كاملا في رمضان، هذا هدي السلف، فما ينبغي هذا التقصير. عشر ركعات • في رمضان يصلي إمامنا عشر ركعات مثنى مثنى، فما الحكم؟. •• السنة مثنى مثنى، أن نسلم من كل ركعتين ثم نوتر بواحدة. الشرب مع الماء • في شهر رمضان مع أذان الفجر هل يسمح بشرب الماء أثناء الأذان؟. •• إذا أذن الفجر امتنعنا عن الطعام والماء، لقوله صلى الله عليه وسلم: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم. مفطرات الصيام • ماهي مفطرات الصيام؟. •• أجمع المسلمون على أن من تعمد الأكل فإنه يفسد صيامه أو تعمد الشرب أو تعمد الجماع، هذه أمور ثلاثة مجمع على أن من تناولها فسد صومه، ثانيا: إذا طلب القيء أو حاول إخراج القيء، أو أخرج المادة المنوية، فإن إخراجها بشهوة يفطر الصائم، لقوله: يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، والإبر المغذية التي تعطى للمريض لتكون عوضا عن الطعام والماء تفطر الصائم أيضا، خروج الدم عن طريق الحجامة يفطر الصائم أيضا. استنشاق الصائم • وهل يجوز الاستنشاق للصائم؟. •• سنة ما لم يبالغ فيه لحديث لقيط بن صبرة: أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما. تذوق الطعام • هل يجوز تذوق ملح الطعام وأنا صائمة؟. •• يقول العلماء: يكره ذوق الطعام إلا لحاجة، فإن كنت محتاجة للذوق لأجل تميزي حاجته للملوحة من عدمها فهذا جائز. منع الدورة • هل يجوز لي أن آكل حبوب منع الدورة وذلك لأصوم مع الناس؟. •• أفطري وقت الدورة الشهرية واقضيها بعد ذلك إن شاء الله. الزكاة في رمضان • ما حكم تخصيص شهر رمضان المبارك لدفع الزكاة؟. •• الزكاة تجب بمضي اثنا عشر شهرا، حولا كاملا، فإن كان رمضان يوافق الشهر الثاني عشر، فالحمدلله، أما لو قدر أن المال يحل زكاته في المحرم فلا يجوز تأخيره لرمضان، تأخيره لرمضان لمدة يسيرة كشهر أو شهرين نعم، أما أن يؤخر من محرم إلى رمضان هذا ظلم للفقراء ومنعهم حقهم. صوم الصبيان • ماحكم تكليف الصبيان بالصيام في شهر رمضان المبارك؟. •• ينبغي أن نربي صبياننا على الصوم في رمضان إما كله أو بعضه، كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون صبيانهم ويعطونهم اللعب من العهن يتسلون بها، فإن لم يكن هناك عليهم مشقة دربناهم على الصيام اليوم واليومان ونحو ذلك، حتى ينشأوا وهم يألفون الصيام ويحبونه. التواصل في رمضان • كيف نستغل شهر رمضان المبارك في التواصل والتراحم بين المسلمين؟. •• نستغل ذلك بفعل الخير والدعوة إليه، بالحث على الانفاق والتصدق والإحسان لعباد الله والرحمة بهم والشفقة عليه، وكذلك صلة الرحم هو من الواجبات أن يكون بين الرحم في شهر رمضان اتصالات وزيارات متبادلة لأجل تقوية أواصر الصلة.