الرياض – يوسف الكهفي وظيفة المتحدث الرسمي في المملكة حديثة عهد ولم تظهر معالمها حتى الآن فيروس «كورونا» عاد من حيث بدأ ونخشى أن ينشط في الشتاء أفتقدت الجو الأسري في مكةالمكرمة والروحانية بعد انتقالي إلى الرياض أطباق الشوربة والفول والسمبوسة عناصر مهمة جداً على مائدة رمضان قال مستشار وزير الصحة والمشرف العام على العلاقات والإعلام والتوعية الصحية في وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني: إن فيروس «كورونا» عاد إلى حيث بدأ، وأن الشفافية هي السلاح الوحيد، الذي استطاعت وزارة الصحة أن تواجه من خلاله ما تعرضت له من هجمات إعلامية بسبب أخطاء حصلت مثل حادثة الطفلة «رهام»، واستبدال الطفلين «السعودي والتركي» وغيرها. وأكد مرغلاني خلال حديثه ل «الشرق» أن وظيفة المتحدث الرسمي في المملكة تعتبر حديثة عهد ولم تظهر معالمها لغاية الآن، وأن هناك علاقة وطيدة بين الإعلاميين وبين المتحدثين الرسميين، تسير حالياً بشكل صحيح ومتطِّور. وحول الأسئلة والاستفسارات التي تصل الوزارة في شهر رمضان، قال مرغلاني: «نحن نتحدث دائماً في الأمور التي تخص الطب، فالمرجع الأول هو الطبيب المعالج، وهو الذي يقدّر لكل شخص مدى تحمله الصيام من عدمه، وهناك أسئلة واستفسارات تتعلق بالناحية الدينية والشرعية، وتكون الفيصل في الإجابة عنها لجنة الافتاء، فهناك تعاون وتنسيق بيننا وبين كل الجهات سواء الإفتاء أو الشرعية. وفيما يلي نص الحوار: * في البداية أود أن أسألك عن اتجاه كثير من المتحدثين الرسميين إلى «تويتر»، حيث يطلقون التصريحات والبيانات التي تخص الدوائر الحكومية التي يعملون بها. برأيك ألا يتعارض هذا مع سعي الصحفي أو الإعلامي الذي يود أن ينفرد بالمعلومة أو الخبر؟ - المتحدث الرسمي يتعامل مع كل شرائح المجتمع، فأحياناً تكون الحاجة أن يوجه رسالة عامة للمستفيدين وليس بالضرورة أن يتحدث مع الصحافة فقط. * تقصد أن نشر المعلومة أو الخبر يجنبك إزعاج الصحفي؟ - لم أقل ذلك، لأنه في الأساس لايوجد شيء يزعج، وفي النهاية هذه هي طبيعة عملي، وأنا أؤديه برغبتي. * عندما يتم تداول شائعة في وقت متأخر أو خارج دوامك الرسمي، كيف تتعامل مع الصحفي الذي يبحث عن صحة الخبر أو المعلومة؟ - في الأول والأخير نرحب بمثل هذه الأسئلة، لأنها توقف هذه الشائعة إذا كانت غير صحيحة وتؤكدها إذا كانت صحيحة. * يُتهم كثير من المتحدثين الرسميين بأنهم متحدثو «نفي» ما ردك؟ - هذا الأمر كان في السابق. الآن الجميع يحرص على أن يستقي المعلومة من المتحدث الرسمي، فهو في النهاية لا يتحدث إلا من واقع اتصاله بأصحاب القرار في الدائرة الحكومية التي ينتمي لها. * على سيرة الحرص على استقاء المعلومة، إلى أين توصلتم بشأن «كورونا»؟ - لابدّ أن نؤكد نقطة مهمة جداً، وهي أن المرض عاد إلى ما بدأ فيه -أي الظهور بشكل متفرق- فالحالات المسجلة من المناطق قليلة جداً بفضل التركيز وزيادة الترصّد الوبائي وعملية المسوحات. * هل تم التوصل إلى علاج شافٍ أو مضاد لهذا الفيروس؟ - عالمياً لا يزال العمل والبحث جارياً عن العلاج من خلال منظمة الصحة العالمية أو الشركات أو الجهات العلمية للأبحاث، وبالنسبة لنا في المملكة مازالت الجهود منصبة في مراقبته عن كثب وزيادة الموسوحات. نعم مازالت تسجل حالات لكنها مقارنة ببداية المرض تعتبر نادرة جداً، ونخشى أن ينشط الفيروس في فصل الشتاء، خاصة أن الإنفلونزا بشكل عام تنشط في فصل الشتاء. * تعرضتم في وزارة الصحة العام الماضي وفي العام الحالي إلى عدة مطبات أثارت حولكم النقد والجدل والاستهجان، ربما كان أشهرها قصة الفتاة «رهام» وقبلها استبدال الطفلين السعودي والتركي وغيرها. كيف تعاملت الوزارة مع هذه الأخطاء، وما هي الآلية التي واجهتم بها وسائل الإعلام وامتصاص غضب الشارع؟ - الشفافية.. وهذه أكدها الوزير الدكتور عبدالله الربيعة وفي أكثر من موقع، الوزارة لا تتنصل من مسؤولياتها، ودائماً نحرص على توضيح الحوادث والأخطاء على نهج الشفافية الكاملة، ومميزات الوزارة أن تضع المستفيد من خدماتها في بؤرة اهتماماتها، وهذا ينطلق من شعار الوزارة الذي هو المريض أولاً. * حتى لا نبتعد عن الموضوعية والشفافية. كيف ترى تجربة المتحدثين الرسميين بشكل عام؟ - وظيفة المتحدث الرسمي تعتبر حديثة العهد ولم تظهر معالمها لغاية الآن، تجربة المتحدثين الرسميين في الدولة قياساً بالسنوات الماضية تعد تجربة حديثة، ومع ذلك أرى أنها إيجابية جداً، هناك علاقة وطيدة بين الإعلام وبين المتحدثين الرسميين، وأرى أنها تسير حالياً بشكل صحيح، وتلقى تطوراً إيجابياً، فدائماً عندما تكون العلاقات مع أي شخص تجد أنه مع الوقت ينشأ طابع أكثر سلاسة وأكثر انسجاماً وانطلاقاً، وتصبح الأرضية مهيأة لتكوين خبرة مشتركة بين الاثنين، وهذا لا يأتي إلا من خلال التعامل. * العلاقة الشخصية والصداقة بين محرر ومتحدث رسمي، هل يكون لها أثر سلبي على صحف ووسائل إعلامية أخرى ومحررين من حيث انفراده بأخبار تلك الجهة دون غيره؟ - الأمر ليس على هذا النحو. معظم الصحف ترسل لنا خطاباً رسمياً تذكر من خلاله أن المحرر الفلاني هو المختص والمخول في متابعة أخبار ومستجدات وزارة الصحة، لذا قد تربطك علاقة وصداقة بصحفي غير متخصص بأخبار وزارة الصحة، وتكون ميوله سياسة أو رياضة أو فن وثقافة، وقد يحصل أن يكون هناك خبر أو معلومة تريد لها أن تنتشر فهنا أنت تحرص على نشرها في جميع الوسائل الإعلامية، ولكن من غير المنطقي أن تطلب مني أنت توضيح أو رد على إجابة معينة وأذهب وأعممها على مَنْ سواك، هذه الإجابة خاصة بك ورد على استفسارك أو تساؤلك، فهي من حقك أنت، لذلك الصحيفة إذا لديها تساؤل يتصل المحرر الخاص بتلك الجهة ليطلب منها مزيداً من المعلومات والتفاصيل للتواصل مع الشخص المعني لأخذ المعلومات. * بصفتك مستشار وزير الصحة والمشرف العام على العلاقات والإعلام والتوعية الصحية في وزارة الصحة، والناطق الرسمي باسم الوزارة، ما هي أكثر الأسئلة التي تُسأل عنها في شهر رمضان؟ - نحن نتحدث دائماً في الأمور التي تخص الطب، فالمرجع الأول هو الطبيب المعالج وهو الذي يقدّر لكل شخص موضوع الإفطار وغير الإفطار، لكن الفيصل في إجابة معظم هذه الأشياء هو الإفتاء، وهناك تعاون وتنسيق بيننا وبين كل الجهات سواء الإفتاء أو الشرعية. * كم سنة مرت وأنت تعمل متحدثاً باسم وزارة الصحة؟ - تسع سنوات تقريباً. * زوجتك «أم الوليد» هل تتضايق من عملك كمتحدث رسمي، أي هل تنزعج من كثرة الاتصالات التي ترد إلى تليفونك؟ - لا طبعاً، ولكنها تعي أن هذه طبيعة عملي ولا تتضايق من الاتصالات التي ترد إلى تليفوني تسأل أو تستفسر، وفي الوقت نفسه أنا أحرص جداً أن يكون هناك توازن بين عملي وأسرتي وكل له حقه من الوقت. * فترة الدراسة بالخارج ألم تستفد منها في الاعتماد على نفسك؟ - لم أكن عزوبياً، فقد بدأت حياتي العلمية خارج المملكة وأنا متزوج، وكانت زوجتي معي في أمريكا وهي كانت تدرس أيضاً. * كيف كنتما تقضيان رمضان في الخارج؟ - كانت ذكريات جميلة، وكان هناك تعاون بيننا في إعداد الإفطار. * في أي عام انتقلت من مكة إلى الرياض؟ - في بداية الثمانينيات الميلادية. * هل أثرت فيك تلك النقلة؟ - لم يكن هناك تأثير، كل ما في الأمر أنني انتقلت من مدينة إلى مدينة، وتأقلمت مباشرة، والتحقت في البداية ك «معيد في معهد الإدارة»، لمدة عامين ثم عدت وأكملت الماجستير والدكتوراة في أمريكا، ومن ثم عدت مجدداً وعملت كعضو هيئة تدريس، وبعدها انتقلت للعمل في وزارة الصحة. * هل هناك فرق بين الطقوس الرمضانية في مكة وبين الرياض؟ - ليس هناك فرق كبير، ولكن ما أفتقده بالنسبة لي الجو الأسري في مكةالمكرمة من حيث تجمع الأسرة والوالد والوالدة، إضافة إلى النواحي الاجتماعية التي تكون أكثر رسوخاً، أما في الرياض فتكون النواحي العملية أكثر رسوخاً. ولا أحد ينكر الروحانية في مكة والمملكة بشكل عام، خاصة أن منزلنا كان قريباً من الحرم المكي، وكنت أؤدي به ولله الحمد كل الصلوات. * هل تتذكر أول مرة صمت فيها رمضان؟ - بدأت الصيام في سن مبكرة وعند بداية دخولي المرحلة الابتدائية من الدراسة في مكةالمكرمة. * كيف كانت حياة الطفل خالد مرغلاني في مكةالمكرمة؟ - مثل حياة أي طفل سعودي لأسرة مسلمة. * حالياً وفي شهر رمضان ما هي المهمة الموكلة إليك فيما يخص مطبخ رمضان تحديداً؟ - ليست هناك مهمة محددة، فأنا أخرج من الدوام متأخراً، والحمد لله أن لدي زوجة على قدر كبير من التفهم لظروف عملي، وهي تقوم بواجباتها وتكفيني الحاجة للانخراط في شؤون الطبخ. * ما هو الطبق المفضل لديك على الفطور أو على السحور؟ - كأي سعودي، الشوربة والفول والسمبوسة مهمة جداً. * ماذا تجيد من أنواع الطبخ؟ - لا شيء. مرغلاني يتحدث للزميل يوسف الكهفي (تصوير: رشيد الشارخ)