أكثر المواقف المحزنة بالنسبة لي والتي أتألم حينما أشاهدها هي الشعور بالضياع، ويرتسم ذلك في ملامح الحجاج القادمين للمدينة المنورة بغرض الزيارة حينما يفقد الصلة بين أقربائه ويجهل مقر سكنه. شعور مؤلم حقا خاصة حينما تختلف لغة التواصل ويكون الضائع جاهلا باللغة العربية ولا يمتلك أي وثيقة ترشده إلى سكنه وأهله. برنامج (إرشاد) الذي أطلقته الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي العام الماضي لخدمة الحاج والزائر يهدف إلى تذليل جميع الصعاب التي تقف أمام الحاج والزائر من خدمات نقل لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وإرشاد التائهين داخل الحرم وخارجه وفق برامج إلكترونية رائعة عكست صورة حسنة ورائعة لإكرام ضيوف الرحمن والسهر على خدمتهم، واستقطب البرنامج كوادر بشرية جيدة اتضحت في معاملاتهم مع الحاج وخدمته وعدم التقصير في تقديم ما يوفر للحاج الراحة والاطمئنان داخل الحرم النبوي. وكانت جميع تلك الكوادر البشرية تعمل تحت مسمى التوظيف الموسمي الذي يتيح للعديد من الشباب اكتساب الخبرة والمهارة في منطقة العمل.لكن المدهش في الموضوع رسالة وصلتني على إيميلي الشخصي قبل ثلاثة أيام من موظف موسمي يشتكي من تأخر راتبه المستحق وهو 6000 ريال يستحقه عند نهاية موسم الحج حسب العقد المبرم بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي والمتقدمين للوظائف الموسمية. ويسرد معاناته ويصف شعوره بالتيه والضياع بين موظفين وكالة شؤون المسجد النبوي وهو في مسيرته للبحث عن راتبه الذي يستحقه ويخرج بعد هذه المسيرة بعدة إجابات محبطة تزيد من شعوره بالتيه والضياع، منها (ما جانا شيء رسمي ) و(نرفع خطاب وننتظر الرد)! والعذر الأخير الذي شدني حقيقة أنه لم يرد لوكالة شؤون المسجد النبوي من إمارة المدينةالمنورة أي أمر يوضح الحل في رواتب موظفي برنامج إرشاد لخدمة الحاج والزائر. والحقيقة أستغرب من رئاسة شؤون المسجد النبوي فإذا كانت المقابلة الشخصية والتقديم ومقر العمل تحت إدارتهم فهم الأولى بصرف مستحقاتهم دون تأخير. وإذا كانت قضيتهم في إمارة المدينةالمنورة فأنا أتوجه من هذا المنبر الصحفي لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد (حفظه الله) بإرشادهم وحل قضيتهم وإنقاذهم من شعورهم بالضياع.