تتغير عادات المجتمع وتقاليده في إعداد وجبات الإفطار الرمضانية بتغير الزمان والمكان فقد انقسمت العوائل الجنوبية في رمضان قديماً إلى فقيرة تعتمد في إفطارها على (التمر ، اللبن ، الخبز) فقط بسبب مستوى المعيشة المتواضع آنذاك وعائلات أخرى متوسطة الدخل حرصت على وجود (الأرز واللحم و العصيد ومرق اللحم ) كوجبات رئيسة في سفرة الإفطار الجنوبية، كما تفننت السيدات قديمًاً في إعداد بعض الحلويات بجانب الطبق الرئيس (كالمهلبية، والكنافة والبسبوسة ) بالإضافة لطبقي الشوربة والسمبوسة . ومع مرور الوقت تطورت السفرة الرمضانية الجنوبية «البسيطة» لتحوي كثيراً من الخيارات للإفطار والسحور يومياً من أشهى المأكولات حيث الطبق الرئيس والمقبلات والشوربات والعصائر وألذ الحلويات الرمضانية وأبدعت النساء في تطوير تلك السُفر والتفنن في إعداد الأطباق المختلفة والمميزة . تقول أم تركي «خمسينية» لم يكن ما نراه الآن من الإسراف والبذخ في السفر الرمضانية موجوداً لدينا سابقاً، فقد كنا نكتفي بالقليل والقليل جداً ونحرص على إعداد الأطباق الصحية بجانب التمر واللبن كوجبة رئيسة من المأكولات الشعبية التي افتقدناها في وقتنا الحاضر كطبق «العصيد» الذي كان يصنع من الدقيق المنخول المضاف له اللبن والماء ويكون بجانبه «مرق اللحم» المضاف له أنواع من «البهارات» . وتؤيدها الرأي أم جمانة قائلة كانت البساطة في المأكل والمشرب صفة أهالي الجنوب في رمضان وكان إفطارنا على القليل من التمر و اللبن مع أقراص (خبز)التنور المعد من دقيق«البر» الصافي مع السمن البلدي والعسل، طعام قليل ولكنه صحي ويعوض ما فقدته أجسامنا خلال فترة الصيام وبعد تجهيز سفرة الإفطار يجتمع أبنائي وأبناؤهم حول هذه السفرة المتواضعة التي يكمن جمالها في اجتماع الأسرة الواحدة من أبناء متزوجين، في بيت العائلة للإفطار سوية .، أما الآن فقد امتلأت السفر بما لذ وطاب ولكنها دون روح .