قافلة السياسة في مصر تسير بقوة وثبات، فالرئيس المؤقت نجح وسط الضجيج في تعيين نواب للرئيس واختيار رئيس للحكومة، الذي تمكن بدوره من النجاح في تشكيل حكومة وطنية عريضة لا ينقصها سوى الإخوان المسلمين لتصبح حكومة شاملة للجميع. جماعة الإخوان اختارت طريقاً آخر يتعارض مع حالة الوفاق بين الشعب والجيش والمكونات السياسية والدينية والاجتماعية في البلاد. الميادين التي فصلت في النزاع في الثورتين الأولى والثانية لا يمكنها اليوم أن تفصل في الحالة الراهنة بين الإخوان وجموع المصريين لأنها ببساطة تجمعات حزبية خاصة بالإخوان الرافضين حتى الآن لأي خيار ما عدا البقاء في الشارع. ثلاثون وزيراً من التكنوقراط والكفاءات المصرية يتسلمون زمام الأمور السياسية والاقتصادية المتعثرة، مستفيدين من دعم عربي ودولي غير مسبوق، بدءاً بمليارات دول مجلس التعاون الخليجي، وصولاً إلى الدعم المعنوي والسياسي لدول غربية وأوروبية، وهو كل ما تحتاجه الحكومة الوليدة لمعالجة مشكلات عويصة تعصف بمصر منذ سنوات.