زار العاهل الأردني أمس، جمهورية مصر العربية زيارة مفاجئة، بعد أيام من تعيين الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ليؤكد من القاهرة دعم بلاده للخيارات الوطنية للشعب المصري. زيارة الملك اعتبرتها أوساط سياسية أردنية بحسب ما نقلت ل»الشرق» رسالة في عدة اتجاهات الأولى لجماعة الإخوان المسلمين والثانية لسياسة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الذي نأى بنفسه عن الدخول في حل سياسي لحل الأزمة السورية بل انحاز لطرف على حساب طرف، أما الرسالة الثالثة فهي لإعادة مصر إلى واجهة صناعة المشهد السياسي العربي والإقليمي والدولي. العاهل الأردني حاول وضع الرئيس المصري بصورة الموقف خاصة في الملفين السوري والفلسطيني، بسبب انشغال الحكومة المصرية بالأوضاع الداخلية وتداعياتها على المشهد السياسي. وأكد الملك أهمية أن تعمل جميع المكونات والقوى السياسية المصرية على الحفاظ على الوفاق والتوافق الوطني خلال المرحلة المقبلة. ووضع العاهل الأردني الرئيس المصري بصورة المساعي التي تبذل لإحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا إلى حل الدولتين. مباحثات الملك مع منصور جرت في قصر الاتحادية في القاهرة، وحث الأردن مصر على ضرورة عقد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة بالسرعة الممكنة، لما لذلك من أهمية سياسية تعزز وضع الحكومة المصرية الجديدة. وفي سياق البحث وإعادة الدور المصري لما كان عليه بخصوص إسناد المواقف العربية والإقليمية ناقش الملك مع منصور مستجدات الأوضاع على الساحة السورية، وشدد الملك بحسب بيان من الديوان الملكي على ضرورة الوصول إلى حل شامل للأزمة السورية ينهي معاناة الشعب السوري المتفاقمة، ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا. الوفد الأردني المرافق للملك حمل رسائل متعددة من شأنها إسناد القيادة المصرية الجديدة وخيارات الشعب المصري، فقد حضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية ناصر جودة، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، ومدير المخابرات العامة الفريق أول فيصل الشوبكي. الأردن لا يعتبر أن ما حدث في مصر انقلابا عسكريا على الشرعية بل كان تدخلا منعا لحرب أهلية. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة تعليقا على موقف بلاده من الدفاع عن شرعية تعيين الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور بقوله «إن مفهوم الانقلاب العسكري يؤدي إلى سيطرة الجيش على الحكم، بينما ما جرى في مصر هو أن الجيش تدخل كمؤسسة بعد أن رأى احتمالية خطر حقيقي وعنف وحرب أهلية بعد نزول الناس بالملايين إلى الشوارع». وتابع جودة «وفي حالة مصر فإننا رأينا الجيش يتدخل وهذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها في الحياة السياسية بمصر وقبلنا هذا التدخل سابقا».