ها نحن نستقبل رمضان لهذا العام بالبهجة والسرور ولسان حالنا يردد أهلا وسهلا بالصيام يا حبيبنا زارنا في كل عام …لقد كان رسول الله يستبشر بقدوم رمضان ويخرج ينظر لهلاله فإذا رآه قال اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى ربنا وربك الله هلال رشد وخير، وكان يبشر أصحابه ويقول «أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه برحمته ويحط الخطايا ويرفع الدرجات ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله» وكذلك كان حال الصحابة والتابعين حينما كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان، لعلمهم اليقيني أنه شهر خير وعطاء من رب الأرض والسماء فلنستقبل الشهر بالفرح والسرور ونشكر الله أن بلغناه، وكم من إنسان كان يتمنى بلوغه فمات وانقطعت به السبل ولم يكن له أنيس في قبره إلا عمله الصالح الذي قدمه في دنياه، فاحمد الله أن بلغك الشهر واجتهد في إرضاء ربك وانظر إلى هذا الشهر نظرة العبد المحتاج إلى زيادة الأجور واستقبله بالتوبة الصادقة والإنابة نادما على التفريط وعازما على الجد والاجتهاد فأنادي كل مسلم: ياذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ، حتى عصا ربه في شهر شعبان لقد أظلك شهر الصوم بعدهما ، فلا تصيره أيضا شهر عصيان . جاء رمضان ليقول للأعين صومي عن الحرام وانظري لما يرضي الرحمن وللجوارح صومي عن الحرام. فأقلع عن الذنوب وتب إلى علام الغيوب واندم على الذنب وقل يارب عفوك ومغفرتك ورضاك فإنه هو الموفق إلى خير الأعمال. في شهر الخير أحسن إلى المحتاجين وتفقد أحوال اليتامى والمساكين وسارع إلى رحمة عباد الله من المسلمين الذين أتعبتهم الحاجة وذهلم السؤال أحيانا.. ولنبادر إلى العمرة فالعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم مراعين ما يشهده بيت الله الحرام من تطوير وبناء سيعود على المسلمين بالتوسع في أداء نسكهم.. والله الموفق.. وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. * أستاذ في الفقه المقارن، وإمام وخطيب جامع سهل بن سعد بالرياض