استقبل العالمُ العربيُّ، والأمةُ الإسلاميةُ، والمسلمون في شتى بقاع الأرض شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركة، فنقول: مرحبًا أهلاً وسهلاً بالصيام يا حبيبًا زارنا في كل عام قد لقيناك بحب مفعم كل حب في سوى المولى حرام فاقبل اللهم ربي صومنا ثم زدنا من عطاياك الجسام مرحبًا بك يا رمضان، مرحبًا بالوافد الحبيب، جئت بعد طول فراق.. جئت يا رمضان بعد عام، قد ملأناه بأعمال لا يعلمها إلاّ رب الأنام، ونمتنع فيه عن الشراب والطعام، ولمغفرة السيئات العظام، وإقالة العثرات الجسام، علنا نفوز بدار السلام. شهر رمضان، غرة بيضاء في جبين الشهور العربية، وجوهرة تتلألأ في عنق السنة الهجرية، شهر كله نور، وشهر نزل فيه النور، فالتقى النوران في الشريعة الإسلامية، فشع الكون، وأضاء الزمن، وتعطّرت الإنسانية، كل شهور السنة تعدُّ مجالاً للهفوات بحكم الضعف البشري، بيد أن شهر رمضان مزيل سريع لما علق في النفوس من أدران الغفلة في سائر الشهور، ومن لطف الله على عباده ورحمته بهم أن جعل في كل عام هجري مواقف مخصوصة، يقف عندها المرء مجبرًا؛ لكي يتهيأ لمواصلة رحلة العمر الدائبة المستمرة، فهي بمثابة الإشارات الضوئية التي تجبر السائقين المتهورين على الوقوف. * قال معلى بن الفضل: «كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم». * وقال يحيى بن كثير: «كان من دعائهم: اللهم سلّمني إلى رمضان، وسلّم لي رمضان، وتسلّمه من متقبلاً». * أقبلت يا رمضان، لتطهر قلوب العباد من الفساد. * أقبلت يا رمضان، لتقول للعيون: صومي عن النظر إلى الحرام. * أقبلت يا رمضان، لتقول للألسن: صومي عن القول الحرام. * أقبلت يا رمضان، لتقول للآذان: صومي عن سماع الحرام. * أقبلت يا رمضان، لتقول للبطون: صومي عن أكل الحرام. * أقبلت يا رمضان، لتقول للأيدي: كفّي عن الكسب الحرام. * أقبلت يا رمضان، لتقول للأرجل: قفي ولا تمشي إلى الحرام. شهر رمضان نقطة توقف، وفي نفس الوقت نقطة انطلاق.. توقف من الماضي الرتيب، خلال أحد عشر شهرًا من أشهر السنة، وانطلاق لأنه تجديد للعزم، وشحذ للهمم والتزوّد من محطته الإيمانية بوقود جديد. إخواني، بلوغ رمضان نعمة كبيرة، على مَن بلغه وقام بحقه، بالعودة إلى الله من المعصية إلى الطاعة، ومن الغفلة عنه إلى الذكر المتواصل، ومن البُعد عنه إلى الإنابة إليه. يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصى ربه في شهر شعبان لقد أظلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره أيضًا شهر عصيان واتلُ القرآن وسبّح فيه مجتهدًا فإنه شهر تسبيح وقرآن كم كنت تعرف ممّن صام في سلف من بين أهل وجيران وإخوان أفناهم الموت واستبقاك بعدهمو حيًّا فما أقرب القاصي من الداني وهكذا يدخل رمضان ويخرج، وإذا بأقوام نالوا شرف الالتزام بعد الانحلال، والاستقامة بعد الانحراف، وأصبحوا رصيدًا جديدًا في حزب الله. فمرحبًا بك يا رمضان، شهر الخير، ومرحبًا بإشراقتك، ونفحاتك، ومرحى للصائمين. الفائزين بهذا الشهر..اللهم وفقنا لاغتنام الأوقات، وشغلها بالأعمال الصالحات، ووفقنا لسلوك سبيل عبادك الأخيار، واغفر لنا جميع الذنوب والأوزار، يا أرحم الراحمين. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (56) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain