مكة المكرمةالمدينةالمنورة واس أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل .. وقال في خطبة الجمعة امس إن جمال المناسبة وثيق الصلة بحسن استقبالها وكمال السرور والسعادة بها وإن من أجمل المناسبات واجلها في حياة المسلم مناسبة هذا الشهر المبارك رمضان الذي أكرم الله الأمة به وجعل صيامه و قيامه واستباق الخيرات فيه مضمارا واسعا يتنافس فيه المتنافسون أملا في الحظوة بالرضى والرضوان ونزول رفيع الجنان . وأردف فضيلته يقول إن للناس في استقبالهم هذا الشهر الذي دنت أيامه وأظلهم زمانه مسالك شتى ففريق منهم كل همه مصروف إلى التسابق في جمع ما تميل إليه النفس من أنواع المطاعم و المشارب وإعداد كل وسائل المتابعة للمسلسلات و الأفلام و نحوها مما يوصف بأنه رمضاني لكن يغلب عليه الإسفاف الذي لا يرقي ذوقا ولا يصوب سلوكا ولا يحسن خلقا ولا يكسب محمده ولا يجنب مذمة ولا تحفظ به فضيلة ولا تنال به - غالبا - خصلة من خصال الخير وفريق منهم يجعل ديدنه إضاعة أوقات نهاره وليله في رقاد طويل لا يوقظه منه أداء فريضة مكتوبة ولا قيام بواجب متعين ولا تلاوة ولا ذكر ولا دعاء و لا استغفار أو في تجول في الأسواق بغير حاجة ولا هدف يقصد أليه ولا مصلحة يعمل لقضائها لكن منهم أيقاظا تراهم ينهجون نهجا مغايرا فيقصدون بصيامهم أسمى المقاصد ويبلغون به أشرف المنازل إنهم الذي يستقبلون شهرهم بعقد العزم على اغتنام فرصته في كل ما تزكوا فيه نفوسهم وتطهر به قلوبهم وتحفظ به جوارحهم وتطيب به حياتهم وتعلوا به درجاتهم عند ربهم وكيف لا يكون هذا شأنهم وهم يقرأون كتاب ربهم سبحانه فيجدون فيه إخباره تعالى أنه اختص هذا الشهر المبارك دون غيره فشرفه بنزول هذا الهدى والنور فيه كما قال تعالى " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان " وينظرون فيه لسنة نبيهم صلوات الله و سلامه عليه فيعلمون أنه الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين كما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين " . وأفاد فضيلته أن في شهر الصوم تعبيراً عن فيض العطاء والفضل وكريم الإنعام ومنع الشياطين من التسلط على المؤمنين الصائمين صوما حوفظ على شروطه وروعيت آدابه واستكملت سننه ويجدون في سنته أيضا عليه الصلاة و السلام أن صيام هذا الشهر سبب لغفران ما تقدم من الذنوب كما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " لكنه غفران مخصوص عند جمهور أهل العلم بما دون الكبائر أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح ورد الحقوق إلى أهلها إذا تعلق الذنب بحقوق العباد لقوله صلى الله عليه و سلم " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " ويجدون فيها أيضا أن إحياء ليلة القدر التي أخبر عنها سبحانه بأنها خير من ألف شهر سبب أيضا لغفران ما تقدم من ذنوب من أحياها إيمانا بها وخوفا مخلصا لله ومتابعا لرسول الله صلى الله عليه و سلم في احيائها مبتغيا ثواب ذلك من الله وحده . وفي المدينةالمنورة قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي قريباً تكتمل دورة الفلك ويشرف على الدنيا هلال رمضان المبارك الذي تهفو إليه نفوس المؤمنين وتتطلع شوقاً إلى بلوغه لتنتظم في مدرسته التي تفتح أبوابها كل عام فتستقبل أفواج الصائمين في كل ارجاء المعمورة ، تأتي مدرسة رمضان لتعيد للقلوب صفاؤها وللنفوس اشراقها وللضمائر نقاؤها ، يجول رمضان في أرجاء النفس فيغرس بذور الخير والصلاح ، إننا في عصر ينشد المتاع للانفس فلنملك الزمام للباقيات الصالحات قال تعالى " والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملا " . ودعا الشيخ عبدالباري الثبيتي كل مسلم إلى أن يقدم على مشارف رمضان توبة صادقة تصلح القلب وتجلب الرحمات والخير لأن شهر رمضان هو شهر المغفرة والتجاوز عن الخطيئة والشحناء والقطيعة لذا يستقبل بتهيئة النفوس وتنقيتها من الضغائن والاحقاد التي خلخلت العرى وانهكت القوى ومزقت المسلمين شر ممزق مؤكداً أن الذي يطل عليه رمضان عاقاً لوالديه قاطعاً لأرحامه هاجراً لإخوانه أفعاله قطيعه قوله في المجتمع النميمة ، هيهات أن يستفيد من رمضان لأن رمضان هو شهر الموالاة للمؤمنين والمواساة للفقراء والمساكين . وأفاد أن شهر رمضان مدرسة لتقوية الإيمان وتهذيب الخلق وتقوية الإرادة ومن كان هذا حاله فسيجد في نهاره لذة الصابرين وفي مسائه وليله لذة المناجاة في ساعاته الغالية لافتاً النظر إلى أن هؤلاء هم الذين تفتح لهم أبواب الجنان في رمضان وتغلق عليهم أبواب النيران وتتلقاهم الملائكة ليلة القدر بالبشر والسلام وهم الذين ينسلخ عنهم رمضان مغفوراً لهم مكفرة عنهم سيئاتهم ، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان " وعن سعد بن سهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " .