* انتقلتُ إلى بلد خليجي برفقة زوجي، وأنا من مجتمع منفتح جداً وحالياً أعيش حياة مختلفة عن التي تربَّيتُ فيها، لا أصدقاء لدي ولا يمكن التواصل مع جيران أو صديقات، أمرُّ بحالة نفسية سيئة وأخشى التأثير على زوجي، علماً بأنه يحتاجني وطفلي بجواره في بلاد الغربة، ماذا أفعل وكيف يمكنني أن أتخطى هذا الشعور ولا أُشعِر زوجي به، علماً بأن والدتي تشعر بضيقي وتطالبني بالسفر إليها، فهل أترك زوجي في الغربة وحده وأعود؟ أم أتحمَّل على حساب راحتي؟ - الأعراض التي تحدثتِ عنها هي تعبير عما يسمّى علمياً في المجال النفسي ب(اضطراب التكيُّف)، وهي حالة أو مشاعر مختلطة من التوتر والكآبة نتيجة للانتقال لبيئة جديدة بل وأدوار جديدة في الحياة، وعادة تنتهي تلك الأعراض بعد ثلاثة إلى ستة أشهر، ولكنها ربما تزيد إن لم تتم معالجتها أو تم إهمال التعامل معها بإيجابية. نصيحتي لكِ البحث عن إيجابية المكان الذي أنتِ فيه، والبحث عن جاليات عربية أخرى في نفس المنطقة، فالمشاركة تخفف المعاناة، حاولي الالتحاق ببعض الجمعيات أو النوادي النسائية إن وُجدت، وحاولي أن تجعلي لنفسك جواً من الراحة والاندماج، لا تسترسلي في الوحدة ومشاعر الاغتراب، بل اجتهدي في إيجاد البدائل وتعبئة جدولك من خلال التواصل الاجتماعي. اجعلي لأهلكِ زيارات دورية في هذه الفترة، مع التواصل الدائم معهم من خلال الوسائل الكثيرة المُتاحة، اجعلي مرحلة الغربة بمكانة دروس وتجارب لزيادة رصيدكِ الشخصي والحياتي. قرار العودة هو قراركِ، ولكن عليكِ ألا يكون هو القرار الأول والوحيد، الحياة فرص وتجارب وليست مجرد ردود أفعال انفعالية وعاطفية.