نصوص تنشر أسبوعياً، من «يوميات بيت هاينريش بول»، التي كتبها الشاعر أثناء إقامته الأدبية، في منحة من مؤسسة «هاينريش بول» في ألمانيا الثعالب جَمَّةُ التهذيب ثعالب الثعالبُ فوق سور الوقت تبحث عن قصيدتها ستقرأ ثم تمضي والثعالب فَضّةٌ في النثر ليس لها كلامٌ ينتهي بالوُدّ أخفيتُ القصيدة في طحين البيت فاحتالتْ قليلاً واستدارتْ حول خبزٍ دافئ ومَضَتْ كتبتُ لها الكلامَ على ظلامٍ نائمٍ مَرَّتْ على مهلٍ تؤدي مَكرَها المألوف تَمزُجُني بذاكرة القصيدة وهي تنسى فالثعالبُ فَضّةٌ في الشِعر ماكرةٌ إذا بيتُ القصيدة صَدَّها في سهرة التأنيب تُبدي ثم تُبطن ثم تزعُمُ أنها قرأتْ كتابَ الشمس فجراً قَبْلنا ليتَ الثعالبَ لم تُغرّرْ بالغريب لكي يُزخرفَ غربةً في النص يا ليتَ الثعالبَ لم ترَ القنديلَ يغفو ليتها نالتْ قصيدتَها ومَرتْ ليتني صَدَّقتُ بعضَ الظنّ هل كابرتُ حتى فَرَّ بي فرْوُ الثعالبِ فالثعالبُ جَمَّةُ التهذيب كان الشِّعرُ يغدر بي.
ليل بخطواته الثقيلة منتعلاً كعبَ الفولاذ يتقدَّمُ بطيئاً كأنه لا يريد ذلك ما يمنحنا نهاراً طويلاً متثاقلاً نهارا يتيح لنا إنجازَ المهمات حتى إذا تعبنا نَجلِسُ على حافة الريف نُحصي العربات عائدةً من الحقول محشوةً بالقشِّ حيناً وبالعطايا الطازجة ومدخرات السوق في الصباح التالي في المنطقة الكسلى من النهر مُنْحنَى النهار والليل نقيسُ المسافاتِ بالمطر والوقتَ بالسناجب وهي تقفز برشاقة بين ركائز السور نحو الغصن المائل وتدركُ أننا نتثاقل تسعَ مرات قبل أنْ نطلقَ دهشة الرؤية معتبرين عبورَ سنجابٍ بفروته الذهبية الداكنة حِرزاً يصدُّ الكوابيس حيث نكونُ قد قطعنا منتصفَ النوم وتجاوزنا الأحلام متفادين البرهةَ الرهيبة ساعةَ ذبولِ النهارِ في الليل ساعة دخول الليل في النهار ساعتها لا نكونُ موجودين لا نكونُ حالمين حيثُ لا نكون.