نصوص تُنشر أسبوعياً، من «يوميات بيت هاينريش بول» التي كتبها الشاعر أثناء إقامته الأدبية، بمنحة من مؤسسة «هاينريش بول» في ألمانيا حكمةٌ بلا كاهنْ يده في العمل يده المسْودَّةُ الأصابع مكدُومةُ الأظافر مُجَعَّدةُ الجِلد يبسطها فيطير منها سربُ فراشٍ عائدٍ إلى العمل يرفع حافة الأرض لكي يزنَ الماء ويصدَّ إعصارَ المساءِ الكامن وحين يضعُها في مهد الطفل يندفق ريشُ من الحنان الفائض يجعل حلمَ الطفل مزدهراً والدروبَ المتعرجة في الغابة تتسع وترقى وتمنح القرى حرية النوم في السَّفرِ والإقامة. يده مجللةٌ بزنجبيل الجبال وزعفرانِ السهل وارتعاشةِ الغريب في البيت يقبضُ يده المعافاةَ بشهوة العمل مثلَ هَيثَمٍ يقذف جسده من شرفة الجبل يبدأ درسَ السماء ويكتشفُ فخاخَ الريح يدٌ تُدرّبُ التجربة وتمنحُ الشجرَ لوناً وحدَها تَزِنُ الأرضَ وحدَها تحرسُ المهد وتنالُ بَرَكةً تبذلها في الناس. الموعظة كل عزلةٍ سفرٌ ورحيل ما إنْ تضعَ قدمكَ خارجَ البيت حتى تكونَ في المغامرة والمغادرةُ شيٌ من الحضور فلا مفرَّ لا مفرّ مما تذهب عنه فأنت ذاهبٌ إليه في العزلةِ من الدرسِ ما يَقتلُ وفيها ما يَصقلُ وفيها ما يَنقلُ الكائنَ من بيتٍ إلى بيت المسافة بين بيتٍ في زُرقةِ الأرضِ وبيتٍ في خُضرتِها نهرٌ من الحجر البيتُ من ماءٍ ومن سماء. هكذا جئتُ إلى العزلة في … يُعرّج في الحلم فوجدتُ سفراً في الرحيل ففي الانتقال جُسُورٌ جَمَّةٌ هكذا خرجتُ من أرضٍ إلى سماءٍ لستُ غريباً في العزلة ولا مستوحشاً في غابٍ خرجتُ عما يَكبتُ دخلتُ في ما يَكتبُ. ففي العزلة درسٌ وفي الرحيل درسٌ وفي السفر درسٌ وفي بيت «هاينريش بول» حكمةٌ بلا كاهنْ. زمهرير للأرض الرطبةِ رائحةُ الصباح تغرس قدميك العاريتين في قفيرة العشب الهشّة فتشفُّ بقايا مطرِ البارحة عن برودة حييّة تقفز شرايينُك في ملتقى ساقيك لفرط النشوة. كنتَ في النوم يومَ جاءَ المطرُ وتركَ الكلمات لك مخبوءةً في خزانة الخضرة ومن غير أنْ تنحني تأتيك الأرضُ في عطرها ريفٌ من زمهرير الخريف.