الكل يتآمر ضد المرأة، الرجل، المرأة نفسها، والأداة هي التشدد، والتنفيذ عن طريق الفتاوى، نشرها، تطبيقها، جعلها في مثابة الآيات المنّزلة من عند الله سبحانه وتعالى، ومن أطلقها في مثابة النبي المرسل «صلى الله عليه وسلم». لم يقتصر الأمر على الفتاوى، فانطلقت العقول المستريبة تنفخ الظلام لكي يستمد على حياة المرأة، ويستلذ بتعذيبها، هواية عدائية غايتها وأد المرأة، وتحقيرها، فجعلوها ناقصة عقل، وهي أكمل منهم، فهم الذين جاءوا منها، ولم نسمع أن رجلاً ولد رجلاً، يهينون أمهاتهم بأيديهم، فالإهانة التي يمرغون بها المرأة عن طريق أفكارهم وآرائهم بصفة عامة فهي موجهة لنسائهم، وأمهاتهم، وأخواتهم، وزوجاتهم، وبناتهم، وكل من له بهم صلة رحم ونسب، ومن ثم تجدهم يعظِون الناس ببر الأم وتقديسها، وهم أول الناس عقوقاً لها بما ترتئيه عقولهم المنسوخة بداء الخطيئة التي ألصقوها بها منذ خرج آدم «عليه السلام» من الجنة، وبين تأكيد الله سبحانه وتعالى على خطيئة آدم بأنها خاصة به وليس لحواء أي دخل فيها، لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى وهي تأسيس الحياة وتحقيق الفطرة البشرية، وبين تأكيدهم الضال بنسف هذه الفطرة، واستغلالها للذكور من دون الإناث بهلوسات يصبغونها بثوب الدين لينسخوا بها إرادة الله وما علَّم به رسله عليهم السلام، لتأكيد وسوساتهم وهمهماتهم الشيطانية لتكون دستوراً لأناس بعضهم أصيب بالداء نفسه فركضوا لاهثة أنفسهم الجاهلة لتحقيق هذه الغاية غير النبيلة وغير المنطقية في عقول كل من عرف الإسلام وعرف غاياته السامية بما يصلح المجتمع المشترك بين الجنسين بالتساوي من دون نقيصة، أو عنصرية، أو تفسيق. اعتراض خطر على حكمة الله تعالى وإرادته، فالله سبحانه وتعالى عندما زوّج آدم بحواء، جعل حواء تنجب في الحمل كل بطن ذكراً وأنثى، وهذه غاية الله في المساواة، وإن أراد الله التمييز بين الجنسين لخَلق كل بطن ذكرين معاً، وكل بطن أنثيين معاً، لكنها النفوس المريضة التي خلقت العداء للمرأة من الرجل فهب يحرمها، ويجرمها، ويسلب حقوقها، بدءاً من آراء الفقهاء المتحيزة ضد المرأة، وليس نهاية بالفتاوى المتشددة ضد المرأة، حتى جعلوها شيطاناً لابد أن يحبس في قمقم، كما فعل سيدنا سليمان مع الشياطين، وما عرفوا أنهم هم الشياطين المختبئة خلف الشهوات الجسدية، والجنسية، فأرادوا تقويمها بقمع المرأة بالسياسة الميكافيلية التي تبرر الغاية بالوسيلة، فنصبوا شباكهم بدائرة الدين، ففرضوا مفهوم سد الذرائع، والحقيقة الواضحة تكمن فيهم بأن شهواتهم منفلتة، فلا بد من سدها بتلويث المرأة. كتب أحد المتمشيخين على «تويتر» يقول: «لا تخرج المرأة إلا إلى ثلاثة أماكن: من بطن أمها إلى الحياة، ومن بيت أبيها إلى بيت زوجها، ومن بيت زوجها إلى القبر»... تأملوا هذه العبارة المسيجة بالعقل المريض، المستريب، والقلب المنقلب على حكم الله في طبيعة الحياة وسلوكها، والمبادئ التي رسمها الله لعباده على الأرض. أما صاحب الطفلة المشتهاة بضرورة تغطيتها فقد عبّر عن سوءة شهواته تماماً كذلك الذي حرّم على الفتاة أن تظهر متبرجة على أبيها بالبنطلون، فالعبارات تفضح البلاء المستتر خلف الكلام وخلف الفعل. أما تلك الأكاديمية المعترضة على توقيع المملكة على عدم التمييز ضد المرأة، فلا شك أنها رأت العبودية في الإمعة، فلا بد إذاً من تعميمها على الآخريات، ومن هنا فأنا أقترح على السيدة الأكاديمية التي رأت أن الفرنسيات يكرهن المساواة مع الرجال، أن تعمل استفتاءً للتبادل فيتزوج العربيات من الغربيين، والغربيات من العرب وسنرى النتيجة. [email protected] @zainabghasib