«الإنسانية».. كثيرون هم من يتحدثون تحت هذا الشعار ويتسمون به، بل كثيرة هي المنظمات التي أنشئت تحت هذا المسمى لمحاربة الفقر والمجاعة لتطوير الإنسانية ونبذ العنصرية، لكن الإنسانية الحقة هي إيجاد التعاطف والتناصر والوقوف مع الآخر. هي الرفق بالحيوان والحماية من الخراب والتدمير. الإنسانية هي قالب احتوى كل ما هو جميل وألمّ بجميع الزوايا في حياة الإنسان. هي إحياء لجانب الرفق واللين والإحسان في قلب هذا الإنسان. الإنسانية هي عدم تملك الآخر وتركه حراً بآرائه. هي دفع العالم الذي يسير بشعار المصالح أولاً ليسير بشعار «لست أعيش وحدي». هي أن تشعر بأنك مسؤول عن كل من حولك وجمعهم على قاسم مشترك واحد وهو «كلنا إنسان». لكن هل هذا تحقق بتلك المنظمات والمؤتمرات وبكل من يدعم تلك الآراء، أم هي حبر وضع على ورقة طويت لتوضع على رف مكتب أو في خزانة لعدة أشهر لترمى بعدها وتخلط بتلك الأوراق ويعاد تدويرها من جديد؟ لكن في اعتقادي أن كل هذا مرهون بنا، فنحن من نكتب ونقرأ وباستطاعتنا أن نحقق أو نرمي وأن نجعلها تظل أحلاماً أو نحولها لواقع فنحن في نهاية الأمر البشر.. الإنسان.