المنطقة الشرقية بشكل عام بعد استراتيجي لأهل الرياض سياحيا، كونها المقصد القريب للسياحة البحرية لجلاء الهم والغم من الضغوط اليومية التي يعيشها سكان الرياض من الازدحام والروتين اليومي في كبرى العواصم الخليجية الرياض. المشكلة أن حرارة الشمس لا تجعل من الشرقية ملاذا آمنا للمصطافين من ناحية ضربات الشمس وشدة الحرارة والرطوبة والغبار تارة أخرى. أعتقد أن الشرقية تحتاج إلى تمطير صناعي وهو معمول به دوليا بطرق علمية ربما أجهل كثيرا منها. والتمطير يبعث بعون الله أجواء مناسبة في المدن والمصائف الجميلة. لكن التمطير لن يكون كافيا طالما أن هناك وسائل للترفيه تحتاجها الشرقية من خلال شواطئها الرائعة. إذا نظرنا إلى الدول المجاورة التي هيأت المولات المتعددة بكامل إغرائاتها المميزة كالماركات العالمية والمطاعم الفاخرة ودور السينما والنوافير الجاذبة. كما أن الفنادق المتكاملة كواجهة بحرية أمر ضروري متى ما اهتمت فنون السياحة بالتصميم المتكامل. أما الشواطئ فهي بحاجة للاستعانة بتجارب آسيوية قامت بتجهيز شواطئها للسياح القادمين من كل دول العالم، وهذه الخبرات قد تقوم بها شركات عالمية بمشاركة حكومية لتكون أكثر قوة ومتانة وسرعة في الإنجاز على شواطئ الشرقية. إضافة إلى خلق تفاعل في دعوة الطهاة العالميين من خلال مطاعم فاخرة ومقاه بتصميم عالي الجودة يحقق الحضور والعناء من أجلها. أعتقد أن أمانة الشرقية وإمارة المنطقة والمجالس المعنية بهذا الأمر يحتاجون للتفكير بعمق تجاه هذا المطلب الكبير لتنمية السياحة بشكل عام. الإمكانات ربما تكون متوفرة إذا ما حظيت بالتخطيط والقرار الفعال المبني على تجارب الآخرين، سيما أن عوامل النجاح قد يتحكم بها. ولن تكون الفعاليات الميدانية كافية لجذب السياح على مختلف الطبقات. المهم أن يستثمر المنطقة رجالات الأعمال وقوة اقتصاد الوطن كي تكون السياحة مصدرا فعالا في الاقتصاد ولتخفيف العبء على هدر الأموال في الخارج. وجود أمين للمنطقة متجدد الحيوية، اختيار موفق للمهندس الجبير الذي جعل من واحة الأحساء محط الأنظار رغم بعدها عن عوامل السياحة بيئيا كملاصقتها البحر. المطلوب من أمين الشرقية التفكير بعمق في تلك المطالب وجعل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي ملازما لخطوات التفكير في الوصول بالشرقية إلى مصاف الدول سياحيا. من الخطأ القول، إن السياحة لن تنجح في المملكة، لكن عدم النجاح هو التفكير في التطور السياحي بخجل. أجزم أن الشرقية بإذن الله ستسابق الزمن بوجود أمير المنطقة الأمير الشاب سعود بن نايف والمهندس الجبير الذي أرخ له التاريخ ما فعله في الأحساء. دامت شرقيتنا ممطرة بإذن الله، وسأكون بحول الله قاصدا لها في القريب العاجل وهي تلبس ثوبا جديدا من سياحة الشرق.