وجَّه رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس، راشد الغنوشي، فجر أمس السبت على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» رسالة «إلى الشعب المصري الثائر بالملايين ضدّ الانقلاب العسكري والمرابط بالساحات والشوارع في المحافظات المصرية»، داعياً إياهم إلى ما اعتبره صمودا في وجه المنقلبين وإرجاع الشرعية. وسيطرت الأحداث المصرية وعزل الرئيس المصري محمد مرسي على جزء مهم من تصريحات ومباحثات الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، مع المسؤولين التونسيين خلال زيارته الرسمية التي بدأت الخميس الماضي، لكن موقفه اختلف في هذه المسألة مع موقف السلطات التونسية التي أدانت ما اعتبرته انقلابا على الشرعية من طرف الجيش المصري، بينما دعا هولاند إلى تقديم كل الجهد والمساعدة للتجربة الديمقراطية المصرية، وأضاف «عندما يطاح برئيس منتخب ديمقراطيا فهذا فشل، وعندما ينتفض شعب بالملايين للمطالبة بإنهاء ولاية رئيس قبل نهايتها فهذا أيضا فشل». وكان للجانب الأمني حضور مهم في تصريحات هولاند الذي كان مصحوبا بوزير الداخلية الفرنسي، حيث حذر من تنامي التطرف و«التشدد الإسلامي»، معتبرا أن فرنسا لن تتردد في مساعدة تونس للقضاء على هذه الظاهرة مع التأكيد على عدم تعارض الإسلام مع الديمقراطية وضرورة إنجاح التجربة التونسية حتى تكون مثالا للشعوب العربية وتدعم أكثر سبل التعاون التاريخي بين البلدين حسب تصوره. ووعد الرئيس الفرنسي في كلمته التاريخية أمام المجلس الوطني التأسيسي بكشف الحقيقة حول ملابسات اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد خلال حقبة الاستعمار الفرنسي لتونس من طرف عصابة اليد الحمراء، وهو مطلب رفعته الحركة النقابية والحقوقية التونسية منذ سنوات. وفي سياق آخر تعهد الرئيس الفرنسي أن بلاده ستحول ديون تونس لديها إلى مشاريع واستثمارات متعهدا بأن تعيد كل الأموال المنهوبة التي كسبت بطريقة غير شرعية من طرف رموز النظام السابق، وهي المبادرة التي رحب بها رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر الذي دعا على هامش استقبال هولاند في المجلس إلى صياغة جديدة حول مسألة الهجرة غير الشرعية إلى فرنسا ومراجعة هذا الملف إلى جانب التأسيس لعلاقات تونسية- فرنسية جديدة تقطع مع الهاجس الأمني وتقوم على التكافؤ بين البلدين. وتعتبر هذه الزيارة ذات أهمية بالغة بحسب المراقبين بعد بعض الفتور الذي طرأ على العلاقة بين البلدين بصعود حزب حركة النهضة الإسلامي.