قررت مركزية الاتحاد العام التونسي للشغل الاضراب العام في كامل ولايات الجمهورية يوم الخميس 13 ديسمبر القادم وذلك بسبب الاعتداء على مناضلي اتحاد الشغل من طرف عناصر ميليشيات حماية الثورة -المنسوبة لحركة النهضة - في يوم الاحتفال بالذكرى الستّين لوفاة الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد الذي اغتالته عصابة "اليد الحمراء " أيام الإستعمار الفرنسي لتونس. وعلى إثر إصدار بعض الاتحادات النقابية الجهوية في ولايات صفاقسوسيدي بوزيدوقفصة بلاغات تدعو إلى إضراب ومسيرات قبل إعلان المركزية النقابية عن إضراب عام الخميس القادم على خلفية الأحداث المتفرّقة التي جدّت في الأيام الأخيرة بالعديد من مناطق البلاد أعربت رئاسة الحكومة المؤقتة عن أسفها للدعوة إلى الإضراب والمسيرات وما سينجم عنها من تعطيل للمرافق العمومية ومصالح المواطنين في قطاعات حساسة وحيوية لاسيّما منها الصحة والنقل وقطاع التربية الذي تتزامن فيه هذه الدعوات مع إجراء اختبارات الثلاثي الأوّل بالإضافة إلى ما قد ينجم عن هذه الدعوات من تفاقم لمناخ التوتر والاحتقان خاصة في هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة التي تعيشها تونس وأن رئاسة الحكومة تدعو كل الموظفين في كل المؤسسات وخاصة التعليمية منها للالتحاق بمراكز عملهم وأداء واجبهم.وتهيب بكلّ المواطنين والأحزاب والجمعيات والمنظمات وفي مقدّمتها المنظمة النقابية إلى تغليب منطق العقل والحوار والتهدئة لتجاوز كلّ الصعاب والمشاكل خاصّة بعد أن تم قطع شوطا هامّا بمعيّة المنظمة النقابية في اتجاه دعم المقدرة الشرائية للشغالين من خلال الاتفاقات الحاصلة حول الزيادات في الأجور بالقطاعين العام والخاص علاوة على التوفق معا في تجاوز عديد الإشكاليات المطروحة جهويّا ووطنيّا.وإن رئاسة الحكومة إذ تعبّر عن قلقها إزاء الأحداث المؤسفة التي جدّت خلال الأيام الأخيرة وعن حرصها على إجراء التحقيقات اللازمة في هذا الشأن ومحاسبة المتسبّبين فيها فإنها تؤكّد أن هذه الأحداث لم تكن تستدعي مثل هذا التصعيد بل كان من الممكن تطويقها وتجاوزها عبر قنوات الحوار التي تحرص الحكومة على أنْ تبقى دائمًا مفتوحة مع جميع الأطراف، خدمة للمصلحة الوطنية التي ينبغي أن تظلّ فوق كلّ الاعتبارات والتجاذبات. وقال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إن الاتحاد العام التونسي للشغل سيرتكب خطأ فادحا في صورة اقراره لإضراب عام في البلاد على خلفية الأحداث التي شهدتها ساحة محمد علي أمام مقر الاتحاد وقال الغنوشي" اذا ما قرر الاتحاد الدخول في اضراب عام فانه سينسلخ عن أهدافه النقابية وينفذ بعض الأجندات السياسية" وأضاف الغنوشي أن ما وقع لا يستوجب اضرابا عاما بل يستوجب تحقيقا قضائيا"وقال وزير الخارجية رفيق عبد السلام في حوار على القناة الوطنية ان الحكومة أقوى مما يتصور البعض لأنها تستند للشرعية الشعبية. وأضاف رفيق عبد السلام "واهم من يتصور ان الحكومة الحالية يمكن إسقاطها عبر إضراب عام والأيام القادمة ستكشف ذلك لقد حاولوا من قبل لكنهم فشلوا وسيفشلون مجددا". من جهة أخرى قرر نواب المعارضة بالمجلس الوطني التأسيسي مقاطعة الجلسات العامة القادمة للمجلس لمدة 3 ايام وذلك احتجاجا على ما بادر به عناصر لجان حماية الثورة من اعمال عنف امام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل وتوجيه جملة من المطالب الى رئاسة المجلس من بينها حل مجالس لجان الثورة...ويعتزم نواب المعارضة الدعوة إلى إصدار لائحة لوم ضد الحكومة.وقد بلغ عدد النواب الممضين على طلب تقديم لائحة لوم ضد الحكومة 67 نائبا. الى ذلك بدأ اضراب عام أمس في اربع ولايات تشهد اضطرابات في تونس، بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يخوض مواجهة مباشرة مع الاسلاميين في السلطة. ويجري الاضراب في سيدي بوزيد (وسط الغرب) وجارتها ولاية القصرين وولاية صفاقس التي تضم ثاني اكبر مدن تونس بعد العاصمة وولاية قفصة المنجمية المضطربة. واغلق الجزء الاكبر من المؤسسات العامة والخاصة صباح أمس في هذه المناطق بدعوة من الفروع المحلية للاتحاد الذي يعد اكبر مركزية نقابية في البلاد. ومن المقرر تنظيم تظاهرات. وفتحت بعض المحلات التجارية الصغيرة ومقاهي الاحياء. ويضم الاتحاد العام التونسي للشغل الذي تأسس في 1946 نحو نصف مليون منتسب وهو المركزية النقابية الاساسية والتاريخية في البلاد.