يتابع الشارع المغربي باهتمام كبير تطورات الأوضاع السياسية في مصر، وتواصل الطبقة السياسية المغربية معاينة ما يجري في القاهرة خاصةً في ظل وجود وجه شبه بين البلدين على مستوى الحكومة التي يقودها الإسلاميون. ويجري التداول حول ما إذا كانت تجربة إسقاط الإسلاميين من سدة الحكم في مصر واردةً في المغرب في ظل قرع طبول الخلاف العميق بين مكونين أساسيين في الحكومة الحالية وهما حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي وحزب الاستقلال. التجربة السياسية بين المغرب ومصر مختلفة قلبا وقالبا، على اعتبار أن التصدع في مصر أفقي وعمودي فيما يعتبر الخلاف في المغرب مجرد اختلاف بين مكونين فقط من مكونات الحكومة. ومع وفرة أوجه الشبه بين الحزبين الحاكمين في القاهرةوالرباط، هل يمكن القول إن سيناريو مصر سيتم استنساخه في المغرب؟ وهل سيتم اللجوء إلى انتخابات مبكرة وسابقة لأوانها في حال تشبث «الاستقلال» بالانسحاب من الحكومة؟ عبدالوهاب الرفيقي الملقب ب «أبو حفص»، وهو أحد شيوخ السلفية الجهادية الذين تم الإفراج عنهم مؤخرا وعضو في حزب النهضة والفضيلة الإسلامي، لم يستبعد احتمال انتقال العدوى للمغرب. واعتبر أن الوضع المتطور في مصر ستكون له تداعيات بحكم أن الحراك الذي عرفه المغرب كان متأثرا بما وقع في القاهرة في يناير 2011، مشيرا إلى أن فشل تجربة الإخوان في مصر سيكون لها تأثير سلبي على مسار الإصلاح في المغرب. في الإطار ذاته، يرجح القيادي في جماعة العدل والإحسان، عمر أحرشان، وجود انعكاس سلبي لما يجري في مصر على المغرب بسبب وزن الدولة المصرية والدور الإقليمي الذي تلعبه، مشيرا إلى أن هذا التأثير السلبي من شأنه أن يتحول إلى انعكاسات إيجابية إن استفاد المغرب من الدرس المصري وقام بتحصيل توافقات تحترم تنوع المجتمع. ولكن ما هي قراءة ما يجري على الأرض من طرف حزب العدالة والتنمية وقياداته؟ الجواب جاء على لسان كبار مسؤوليه الذين يضغطون على بن كيران من أجل قبول انسحاب «الاستقلال» من الائتلاف الحكومي والبحث عن توافقات مع مكونات أخرى، من قبيل حزب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، بل ذهب قياديون بارزون في الحزب الإسلامي إلى المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما أكده بن كيران نفسه الذي أعلن أكثر من مرة أنه واثق من اكتساح حزبه للانتخابات إذا جرت حتى بدايةً من الغد.