قالت مصادر عسكرية مصرية إن القوات المسلحة ستعلق العمل بالدستور وتحل مجلس الشورى بموجب مسودة خارطة طريق سياسية ستنفذها ما لم يتوصل الرئيس محمد مرسي ومعارضوه لاتفاق بحلول اليوم الأربعاء. وأكدت المصادر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ما زال يدرس تفاصيل الخارطة الرامية لحل الأزمة السياسية التي دفعت الملايين للتظاهر، وأضافت أن من الممكن تعديلها بناء على التطورات السياسية والمشاورات. ودعت القيادة العامة للقوات المسلحة مرسي أمس الأول في بيان إلى التوصل خلال 48 ساعة إلى اتفاق مع القوى السياسية الأخرى وإلا طرحت خارطة طريق لمستقبل البلاد. لكن الرئيس أعلن في بيانٍ أن بعض العبارات الواردة في بيان القوات المسلحة تحمل من الدلائل ما يمكن أن يربك الوضع المربك أصلا كما رفض تحالف المعارضة الحوار معه مطالبا بتنحيه. وذكرت المصادر أن الجيش يعتزم تشكيل مجلس انتقالي أغلب أعضائه مدنيون من جماعات سياسية مختلفة وخبراء لإدارة البلاد إلى حين وضع دستور جديد خلال شهور. وأضافت أن ذلك سيعقبه إجراء انتخابات رئاسية مع إرجاء الانتخابات العامة إلى حين وضع شروط صارمة لاختيار المرشحين. وتعتزم القوات المسلحة بدء حوار مع جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة وقوى سياسية ودينية ونشطاء من الشبان فور انقضاء المهلة التي حددتها للتوصل لاتفاق اليوم الأربعاء. وامتنعت المصادر عن التطرق إلى كيفية تصرف الجيش مع مرسي إن هو رفض التنحي بهدوء. وقالت إنه يمكن تعديل خارطة الطريق نتيجة لهذه المشاورات، ومن بين الشخصيات التي يمكن أن تتولى رئاسة الدولة مؤقتا رئيس المحكمة الدستورية الجديد عدلي منصور. وقالت المصادر العسكرية إن الترتيبات الانتقالية الجديدة تختلف تماما عن الحكم العسكري الذي أعقب الإطاحة بحسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011. وتولى المجلس العسكري آنذاك السلطة فعليا لكنه تعرض لانتقادات شديدة من جانب سياسيين ليبراليين ويساريين رأوا أنه لم يطبق إصلاحات اقتصادية وسياسية ضرورية وأنه يتخذ جانب الإخوان المسلمين. ميدانياً، بادل أنصار ومعارضو الرئيس المصري محمد مرسي إطلاق النار واشتبكوا أمس الثلاثاء في القاهرة ومدينة بنها، بحسب مصادر أمنية. وقالت المصادر إن الاشتباكات بدأت على مشارف القاهرة في الوقت الذي قام فيه أنصار الرئيس مرسي بمسيرة باتجاه جامعة القاهرة، مشيرة إلى أن عدة أشخاص أصيبوا عندما تبادل الجانبان الأعيرة النارية. وقال شهود عيان إن 35 شخصا أصيبوا في إطلاق رصاص على المؤيدين للرئيس محمد مرسي في ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة بمحافظة الجيزة. كما أطلقت مجموعة من مناهضي الرئيس مرسي النار على خصومها في مدينة بنها الواقعة على بعد خمسين كيلومترا شمال شرق القاهرة، ثم بدأت المجموعتان التراشق بالحجارة ، بحسب المصدر. وقال شهود عيان إن 42 شخصا من الطرفين أصيبوا خلال الاشتباكات، وبحسب الشهود، أحرق معارضو الرئيس مرسي أثناء الاشتباكات مقر حزب الحرية والعدالة في بنها. من ناحية أخرى اشتبك العشرات من مؤيدي ومعارضي الرئيس أثناء مسيرة متجهة من شارع فيصل إلى ميدان النهضة وأطلق الطرفان الرصاص واشتبكوا مع بعضهم ما أدى إلى وقوع إصابات وتم نقل المصابين إلى مستشفى الهرم للعلاج.