اختار القاص عبدالرحمن الدرعان إلقاء نصوص تميزت بأفكار فيها حداثة، فيما قرأت القاصة شريفة الغامدي قصصاً كانت سمتها الوضوح واستخدام العبارات البسيطة والموحية، في أول أمسية لهما في نادي الباحة الأدبي. وشارك القاصان في الأمسية، التي أقيمت مساء الأحد الماضي، ضمن فعاليات صيف الباحة، وأدارتها جوهرة سابي، التي استهلتها بتقديم تعريف عن القاصين. وألقى القاصان مجموعة من نصوصهما خلال جولات قدم كل قاص في كل منها نصا قصصيا. وقبل أن يلقي الدرعان أول قصصه «شمس مبكرة»، قدم اعتذاره عن تأخره عن الحضور في أمسية كان يفترض أن يشارك فيها العام الماضي، موضحا أن ذلك كان بسبب حجوزات الطيران، وأعرب عن استمتاعه بالمناظر الطبيعية التي تزخر بها منطقة الباحة. وقرأت الغامدي نص «خادم المصباح»، الذي أتبعه الدرعان، في الجولة الثانية، بنص حمل عنوان «لوليتا»، الذي قال عنه إنه لم يكن يعرف بوجود رواية عالمية تحمل نفس عنوان قصته هذه حين كتبها، وأن التناص في العنوان كان صدفة غير مقصودة. واختتمت الغامدي الجولة بقراءة نص «آدم وحواء». وتوالت بعدها قراءة القاصين لنصوصهما، حتى بدأت فترة المداخلات، التي أوضح فيها مسفر العدواني أن الدرعان استخدم الشعر النبطي في بعض القصص ولم يستخدم الفصيح. وفي مداخلة أخرى، أشاد علي صبحية بجمال ودقة الحبكة لدى القاصين، واقترح نهايات للقصص غير النهايات التي استمع إليها. فيما تحدث غرم الله الصقاعي عن التأثر والتأثير بين أرباب الفن السردي، وأشار إلى أن التأثر والتأثير صفة صحية لا يمكن للمبدع أن يتغافل عنها وهو يعيش في مجتمع تكاملي تأثر بمن سبقه وسوف يمتد تأثيره للأجيال القادمة. أما رئيس النادي حسن الزهراني، فأشاد بتمسك الدرعان بفن القصة القصيرة والاشتغال عليها وتحديثها في شكلها المعروف وعدم تأثره ببريق القصة القصيرة جدا، وقدرته على جلب اهتمام المستمع بقدرة إلقائية، كما أثنى على تجربة الغامدي القصصية.