دعا رئيس حزب الأمة القومي المعارض في السودان، الصادق المهدي، الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى التنحي والرحيل عن السلطة، وأكد مُضيَّ حزبه في العمل على إقامة نظام جديد مجددا، والتمسك بتغيير النظام عبر الوسائل السلمية، بينما اعتبر بعض مساندي الحزب المتعطشين للتغيير أن كلمته لم تأتِ بجديد، وهتفوا مطالبين بالخروج إلى الشارع لإسقاط النظام، ما دفع بالمهدي إلى الدخول في مداخلة كلامية معهم. ووجه المهدي، الذى حشد الآلاف من أنصاره ليل أمس الأول في الخرطوم في الذكرى ال 24 لوصول عمر البشير إلى الحكم، انتقادات مزدوجة للمعارضة والمؤتمر الوطني الحاكم، غير أنه شدد على أن حزبه لا يريد الدخول في عنف مع الأخير. بدورهم، أبدى المئات من شباب الحزب تذمرهم حيال ما اعتبروه تخييباً للآمال بعد حديث المهدى الذي رأوا أنه هزم توقعاتهم ولم يأت بجديد، واشتبك بعضهم مع أنصار للحزب يؤيدون المهدى وخطه «المهادن للنظام» حسب وصف المعترضين، فيما مارست السلطات حملة اعتقالات واسعة على المحتجين وغالبهم من شباب الحزب الداعين للتغيير. وهاجم المهدي بعض مناصريه أثناء مقاطعتهم خطابه مرددين شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، وقال إن «هذا طريقنا، ولن نسمح لأحد باختطاف حزبنا وتوجيهنا لتحقيق أجندته الخاصة». وطالب المهدي المحتشدين بالوقوف أمام من يحاولون جرهم إلى طريق «الهلاك» ووصفهم بالمخربين الذين يعملون ك «مخالب قط لقوى أجنبية»، داعيا إلى عزلهم، وإلى عدم تحميل حزبه جريرة أخطاء بعض الذين كانوا فيه لأنهم فارقوا خط الحزب دون أن يسمِّهم. ودعا المهدي في نداءاته جوباوالخرطوم إلى الاتفاق على حسن الجوار، وطالب باتفاق بين الدولتين يمنع الحرب، ويدعم السلام والتعاون، ويحقق عدم التدخل في شؤون الجارة الداخلية. وبعث المهدي خلال مخاطبته اللقاء الحاشد للأنصار في ميدان الخليفة برسائل للحكومة وتحالف المعارضة والجبهة الثورية، ونصح الحكومة بأن ربع قرن مما سمّاه بالفشل كافٍ لفتح صفحة جديدة والاستماع لصوت العقل بتكوين الحكومة القومية. ووجه رسالة لرئيس الجمهورية قائلاً: «أخي الرئيس لا تستمع للأصوات التي تقول بأنه ليست هناك معارضة، خصوصاً من أحزاب الزينة، ولا تستمع لأحاديث مسيلمة الكذاب، فالمعارضة الآن على أشدها، وعليك أن تنتهز الفرصة التاريخية لكي تكون رئيساً وفاقِياً». وأعلن المهدي استعداده للتحالف مع الجبهة الثورية، شريطة وضع السلاح والعمل من أجل تسوية سياسية سلمية، في إطار وحدة السودان، فيما دعا تحالف المعارضة إلى إقامة ورشة تحدد نقائص التجربة السياسية، وتعيد ترتيب بيتها.