لا يبدو أن قمة مجموعة الثماني بشأن سوريا وصلت إلى جديد، يومان من المحادثات الشاقة، وفي النهاية يصدر بيان فضفاض وغامض، المجتمعون في إيرلندا الشمالية أقرُّوا بضرورة عقد مؤتمر سلام بين السوريين في أقرب وقت؛ لكنهم تركوا المسائل الخلافية في الصراع السوري عالقة. دور روسيا في دعم نظام بشار الأسد خلال قمة الثماني كان واضحاً، فلاديمير بوتين دخل من أجل حليفه في مناقشات محتدمة مع الزعماء الغربيين بلغت حد تبادل الانتقادات، إلا أن الرئيس الروسي اعتبر أنه لم يشعر بالعزلة خلال الاجتماعات، أياً كان شعوره يمكن اعتبار المقاربة الروسية حجر عثرة كبير تتحطم عليه كل محاولات الحل. ما حدث خلال اليومين الماضيين يفسر لماذا تأخر مؤتمر «جنيف 2»؟ الأدق أنه بات في مهب الريح حتى لو شدد بيان قمة الثماني على ضرورة عقده قريباً، شهران إلا قليلا مرَّا على اتفاق واشنطن وموسكو على الذهاب مجدداً إلى جنيف، لكن معظم الاجتماعات الدولية بشأن الأزمة تنتهي إلى لا شيء وتثبت أن «جنيف 2» في خطر، «جنيف 1» لم ينجح أصلاً وهو نفس المصير الذي يهدد النسخة الثانية، رئيس الوزراء البريطاني يرى أن كل يومٍ يمر دون مؤتمر يعني يوماً إضافياً من العنف، لكن الموقف الروسي قد لا يتغير، وبالتالي لا يضمن أحد ألا يفشل المؤتمر المقبل. اجتماع القوى الصناعية الكبرى عكس أن ملف «المتشددين» بات يشغل القوى الفاعلة ويثير قلقاً دولياً، ولا يخفى على أحد أنه من أسباب تعثر دعم المعارضة السورية، يحدث ذلك في الوقت الذي يستعين فيه الطرف الآخر بحزب الله وميليشيات عراقية وإيرانية، حضور المتشددين يثير مخاوف من طبيعة سوريا المستقبل، الضرر كبير، والأسد يستفيد من وجودهم. ما تسفر عنه الاجتماعات الدولية يكشف أن الصراع السوري قد يحتاج إلى ما يشبه المعجزة حتى ينتهي، وأن خللاً ما يشوب آلية التوافق بين القوى الكبرى، إن مصداقية الأسرة الدولية تتهدد.