أكد اقتصاديون أن إدارات الصناديق السيادية الخليجية الثلاث في قطر والكويت وأبو ظبي تبحث عن اقتناص الفرص الاستثمارية الآمنة وذات المردود المناسب، مؤكدين أن السوق السعودي يحقق هذه المميزات، مطالبين بأن تسعى الهيئة العامة للاستثمار في تشكيل فرق عمل مناسبة ومؤهلة لجذب رؤوس الأموال الخليجية للاستثمار في السوق السعودي وخاصة الاستثمارات الكبرى. وقال أستاذ الاقتصاد السعودي الدكتور يوسف السليم، إن الجميع مازال يستغرب ابتعاد الصناديق السيادية الخليجية عن الاستثمار في السعودية، رغم أن السوق السعودي من أكثر الأسواق أماناً في العالم، ويحقق عوائد مالية جيدة جداً. ويضيف السليم «السعودية حالياً بصدد إطلاق مشاريعها الضخمة الممثلة في المدن الاقتصادية الكبري، فالواجب أن تسعى الهيئة العامة للاستثمار وهيئة المدن الاقتصادية وهيئة المدن الصناعية إلى تأسيس فرق عمل مناسبة ومؤهلة لإقناع إدارات الصناديق السيادية الخليجية للاستثمار في السعودية، فالصناديق الخليجية تمتلك كثيراً من رؤوس الأموال، والسوق السعودي قوي وكبير وقادر على استيعاب هذه الاستثمارات مهما بلغ حجمها، وستتحق كثير من المكتسبات والفوائد. ويعود الخبير المصرفي ماجد الفهد ليذكر أن إعلان السوق الخليجي المشترك كان يجب أن يكون بداية انطلاقة مهمة وقوية للأجهزة السعودية المختصة لجذب استثمارات كبيرة من الصناديق السيادية الخليجية، وهي تمتلك إدارات محترفة ومتخصصة، وحين يتم العرض عليها فهي لن تترد في الاستثمار في مشاريع قوية داخل السعودية. ويضيف أن مشاريع المدن الاقتصادية السعودية إذا تم وضع الاستراتيجيات المناسبة لها اقتصادياً وقانونياً فحتماً لن تتردد الصناديق السيادية الخليجية في الدخول بها كشريك أو مالك رئيس أو أي شكل من أشكال الاستثمار المتعدد. ويقترح الفهد أن يتم تشكيل مجلس أو إدارة متخصصة لبحث وتعزيز وجود أموال الاستثمارات العامة الخليجية في السوق السعودي، وتتولى هذه الإدارة بحث الفرص الاستثمارية وتسهيل إجراءات دخولها للسوق السعودي وتقديم التسهيلات المناسبة كافة لها بما يتوافق مع الأنظمة واللوائح السعودية. كما يستغرب الدكتور عبدالرحمن الحيدر أستاذ الاقتصاد السعودي، ابتعاد الأموال العامة الخليجية المخصصة للاستثمار عن السوق السعودي، رغم أنه الأقرب لها والأكثر أماناً. وقال: «استثمارات هذه الصناديق في السوق السعودي ستحقق مكتسبات مباشرة جداً لهذه الدول أفضل بكثير من الاستثمارات في الدول الغربية ودول شرق آسيا». ويضيف أنه توجد في السوق السعودي استثمارات خليجية حقَّقت نجاحات كبيرة، ولها عوائد مالية ممتازة، مثل شركة سدافكو السعودية وشركة اتحاد الاتصالات وشركة زين. ويضيف الحيدر أن الصندوق السيادي الإماراتي المعروف باسم جهاز أبو ظبي للاستثمار يمتلك 627 مليار دولار، وصندوق دولة الكويت يمتلك 269 مليار دولار، بينما يملك صندوق قطر 120 مليار دولار، وهذه الأصول الضخمة ستجد وعاء استثمارياً مناسباً جداً وقادراً تماماً على استثمارها في الطريق الصحيح والمناسب اقتصادياً.