إبراهيم المسلم في ظل المناخ العطر الذي نحيا فيه تحت مظلة وطننا الحبيب نجد انتعاشاً وتطوراً ملحوظاً في جميع الوسائل الثقافية؛ فبالبحث في تلك السبل تستدل على تحول ونشاط دائم في القطاع، والقائم عليه هامة ثقافية عظيمة ذات نظرة مستقبلية وتطلع في آفاق مشرقة. الثقافة كلمة عريقة في اللغة العربية أصلا فهي تعني صقل النفس والمنطق والفطانة، وفي القاموس المحيط ثقف ثقفا وثقافة صار حاذقا خفيفا فطنا، وثقفه تثقيفا سوّاه وهي تعني تثقيف الرمح أي تسويته وتقويمه. استعملت الثقافة في العصر الحديث للدلالة على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات والثقافة ليست مجموعة من الأفكار فحسب ولكنها نظرية في السلوك بما يرسم طريق الحياة إجمالا وبما يتمثل فيه الطابع العام الذي ينطبع عليه شعب من الشعوب. هي الوجوه المميزة لمقومات الأمة التي تتميز بها عن غيرها من الجماعات بما تقوم به من العقائد والقيم واللغة والمبادئ والسلوك والمقدسات والقوانين والتجارب، وفي الجملة فإن الثقافة هي الكل المركب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات. يمكن استخدام كلمة «ثقافة» في التعبير عن أحد المعاني الثلاثة الأساسية التالية، أولا: التذوق المتميز للفنون الجميلة والعلوم الإنسانية وهو ما يعرف أيضا بالثقافة عالية المستوى، وثانيا: نمط متكامل من المعرفة البشرية والاعتقاد والسلوك الذي يعتمد على القدرة على التفكير الرمزي والتعلم الاجتماعي، ثالثا: مجموعة من الاتجاهات المشتركة والقيم والأهداف والممارسات التي تميز مؤسسة أو منظمة أو جماعة ما. عندما ظهر هذا المفهوم لأول مرة في أوروبا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر كان يشير فيما يشير إليه إلى عملية الاستصلاح أو تحسين المستوى، كما هو الحال في عملية الزراعة أما في القرن التاسع عشر أصبح يشير بصورة واضحة إلى تحسين أو تعديل المهارات الفردية للإنسان لا سيما من خلال التعليم والتربية ومن ثم إلى تحقيق قدر من التنمية العقلية والروحية للإنسان والتوصل إلى رخاء قومي وقيم عليا إلى أن جاء منتصف القرن التاسع عشر، وقام بعض العلماء باستخدام مصطلح الثقافة للإشارة إلى قدرة الإنسان البشرية على مستوى العالم. بحلول القرن العشرين برز مصطلح الثقافة للعيان ليصبح مفهوما أساسيا وذا اهتمام عالمي وفي تطور وتقدم دائم. ختاما في بلادنا قوام ثقافي كبير ذو أسس عملاقة، وكل الأمنيات أن يرتفع في الأفق دائما وأن نعلو معه جميعا فكريا وثقافيا لمواكبة السرعة العالمية في الجانب الثقافي.