الثقافة كلمة ذات معنى حسن في اللغة العربية، فهي تعني أصلاً صقل النفس والمنطق والفطانة, واستعملت هذه اللفظة في العصر الحديث للدلالة على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات, والثقافة ليست مجموعة من الأفكار فحسب، ولكنها نظرية في السلوك بما يرسم طريق الحياة إجمالاً، وبما يتمثل فيه الطابع العام الذي يتسم به شعب من الشعوب، وهي الوجوه المميزة لمقومات الأمة التي تتميز بها عن غيرها من الجماعات بما تقوّم به من العقائد والقيم واللغة والمبادئ، والسلوك والمقدسات والقوانين والتجارب والعادات والأعراف المرعية, وفي هذا الصدد، انشأ المغرّدون على تويتر هاشتاق جديد بعنوان "المثقف المزيف" ينتقدون فيه سلوك بعض المثقفين الزائفين ممن لا يستندون إلى أساس أو مرجعية محددة, مستدلين بما يصدر عنهم من أفعال وتصرفات لا تناسب وصف المثقف. وأشار حسن إلى أنه ذلك الشخص الذي تناقض أفعاله أقواله، كأن يتكلم عن حقوق المرأة وما لها من الأولويات والاهتمامات، وهو في نفس الوقت عاق بأمه!، وقال ebrahim al-saif "عادةً مهووس بالحرية دون دراية أو معرفة وفي النقاش يظهر مستواه الثقافي على حقيقته، وباختصار هو من يعتقد أن الكتب هي مصدر الثقافة الوحيد"، وأوضح نافل المشقور أن المثقف المزيف هو من يرضى بواقعه أو هو من يسعى لنيل رضا غيره بغية أن يصل بقلمه الى مركز اجتماعي أو منصب قيادي وما أكثرهم!". بينما قال عطر الكلمات "كالببغاء.. يردد كلام غيره دون اقتناع لتكون المحصلة مجموعة تناقضات.. فلا تعرف لمن ينتمي في نهاية المطاف"، كما انتقد سيف الشعلان الحديث والمجادلة بدون علم "المثقف المزيف هو الذي يعتقد أنه قادر على تناول أي موضوع لا يعرفه ولا يفقه فيه شيئاً ويتحدث بكلمات اكبر منه لا يعي منها إلا الاسم فقط"، وقال الحارث الحارث "هو الذي يعتقد أن الثقافة والمعرفة مجرد الحصول على شهادات! لا يؤمن بالرأي الأخر ودائماً يرى أن الحق فيما قال وليس فيما قيل". ووصفه عبد اللطيف بن يوسف بعدة صفات "المثقف المزيف هو الذي يقول عن نفسه: أنا مثقف! ولا يحترم حديث المختص في نطاق تخصصه, ولا يقدر أن يقول: لا أدري!"، وكتب خآلدوف "هو من يبني من أفكاره أبراجا عالية بعيدة عن الواقع المحيط به.. فكلما فكّر كلما ازداد عن الناس بعداً وقلّ تأثيره بالمجتمع!"، وبيّن رَيّانْ أنه ذلك الشخص الذي يهتم بغموض الكلمة واستخدام المصطلحات الغريبة الغير معروفة أكثر من اهتمامه بجودة المعنى وحسن المنطق، وتابع "هو من تخلو ثقافته من كلام الله ورسوله.. تجده عالماً في كتب الغرب وجاهلاً بأمور دينه.. فشتان بين علم يزيدك علماً وعلم يزيدك جهلاً".