قد يتعلق الإنسان بشخص عزيز ويضحي من أجله، ولكن جحلان الخراصي(70 عاماً) أثار دهشة من حوله حين أفنى حياته في رعاية ناقته «سماحة»، حيث تكفّل برعايتها بعد وفاة والده، وعزف عن العمل والزواج، واعتبرها غناه عن الأهل والأصدقاء، وفرّغ نفسه بالكامل للاهتمام بها، كما أن الناقة تعرفه جيداً، وبينهما ألفة ومحبة. تعود لموقعها وبيّن الخراصي أن الناقة تعرف مسقط رأسها، حتى وإن ابتعدت لأكثر من 3000 كيلومتر، تعود لموقعها، كما أنه يملك غيرها الكثير، وكل واحدة معروفة باسم، وأحبهم إلى قلبه «سماحة وسرجى»، وقد أمضى حياته في خدمتها دون انقطاع، مؤكداً أنه تكفّل برعايتها بعد وفاة والده، وقال «أفخر بأن الناقة في رعايتي، فرعاية النياق شيء متوارث في عائلتنا منذ 250 عاماً، ، وبيني وبينها محبة وألفة، وأسعد كثيراً حين أطعمها وأسقيها، كما أنها تعرفني، وتبادلني ذات المشاعر». باع طويل ويمتلك الخراصي خبرة وباعاً طويلاً في طريقة الاعتناء بالنياق، ويعرف عنها كل التفاصيل، ويقول «تقضي الناقة في الحمل بعد موسم تزاوجها 12 شهراً لتلد صغيراً يسمّى ( حواراّ )، ويستطيع الصغير الاعتماد على نفسه خلال ساعتين من ولادته، وبعد مضي سنة يسمّى (مفروداً) فيما يسمّى خلال عامه الثاني (حق) وفي الثالثة (لقي)، ويسمّى ثنياً عند تساقط ثناياه القديمة، وفي آخر عمره يسمّى (هرشاً) للذكر وفاطر للأنثى».وبيّن أنه لابد أن تتم المحافظة على هذه الثروة الحيوانية، التي وردت في المصحف الشريف في مواضع عدة. ومن أشهر النوق في التاريخ ناقة صالح عليه السلام التي أرسلها الله لقومه، وناقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم التي هاجر عليها من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة وتعرف باسم القصواء، وناقة البسوس التي من أجلها قامت الحرب بين قبيلتين عربيتين لمدة أربعين عاماً. وعكة صحية يقول الخراصي «تعرضت من فترة لوعكة صحية دخلت على إثرها المستشفى 21 يوماً، وقد أوصيت صديقاً لي برعاية الناقة، وأخبرني بعد عودتي أن الناقة حزنت حزناً شديداً، من خلال ما يصدر منها من أصوات تشبه إلى حد ما البكاء والنحيب، كما أنها كانت تترك صديقي وتقف لساعات طويلة عند خيمتي، وما إن عدت للمنزل حتى استقبلتني وظلت بقربي، وأحسست بسعادة كبيرة، فلم أندم على السنوات التي أفنيتها من حياتي في رعايتها».