فاضت الأحزان بقلب ناقة فقدت صغيرها الذي نفق بعد فترة غير طويلة من ولادته، ورفعت راية الحداد في بر الصبية، وشرعت تمارس طقوسا جنائزية أثارت دهشة متابعيها، وذوبت الفاصل «المفترض» بين عالمي الانسان والحيوان! ونقلت صحيفة (الراى) الكويتية السبت 18 فبراير 2012 عن راعي الناقة «الثكلى»، وهو سوداني الجنسية، ويحمل خبرة عريضة في عالم الابل، قوله:انه ظل يراقب ناقته في ذهابها وإيابها أسبوعا كاملا، بعد نفوق وليدها، بعد أن أحزنت قلبه «أمومتها» المفرطة! وأضاف: «أوشكت الدموع ان تنفرط من عينيّ، عندما رأيت الناقة المفجوعة، تدور حول نفسها، وتصدر نحيبا بعث القشعريرة في نفوس جميع من رأوها، إلى حد انهم شاركوها حزنها العميق ولوعتها بالفقد!». وأكمل الراعي السوداني: «اثارت الناقة تعاطف الجميع، حين عمدت إلى صغيرها المسجى على الرمال بلا حراك بينما امتلأت عيناها بالدموع، واخذت تتشمم جثمانه، وتنصرف عنه بضع خطوات ثم سرعان ما تعود اليه مجددا، كأنها لا تصدق انه فارقها إلى الابد». وتابع: «تمادت الناقة في طقوسها الحدادية، فأحجمت عن تناول الطعام حتى كتابة هذه السطور، حيث لا تزال تجتاحها عاصفة من اليأس والعزلة، شبهها اصحاب الخبرة في طباع الابل بالاعراض الاكتئابية التي تغمر البشر عند رحيل حبيب او عزيز».